أعلن نائب رئيس جمهورية السلفادور، فيليكس أولوآ، أن بلاده تعتزم افتتاح قنصلية لها في مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، لتصبح بذلك أول دولة من أمريكا الوسطى تتخذ هذه الخطوة التاريخية. جاء هذا الإعلان خلال تصريح رسمي أدلى به المسؤول السلفادوري، حيث أبرز أن هذا القرار يعكس "عمق العلاقات الثنائية مع المغرب وتقدير السلفادور لموقف الرباط الثابت والمعتدل على الساحة الدولية". وأضاف أن افتتاح القنصلية من شأنه أن يكرس الانفتاح السياسي والدبلوماسي لبلاده على القارة الإفريقية، وأن يعزز التعاون مع المملكة المغربية باعتبارها فاعلًا إقليميًا استراتيجيًا في مجالات الأمن والتنمية والاستثمار. هذه المبادرة الدبلوماسية تمثل دعمًا صريحًا لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتندرج ضمن سلسلة من الخطوات المماثلة التي اتخذتها أكثر من 30 دولة من مختلف القارات خلال السنوات الأخيرة، من خلال فتح قنصليات عامة بكل من العيون والداخلة. وقد أصبحت هذه الخطوة رمزًا ملموسًا للاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، والتي تحظى بدعم واسع على الصعيد الدولي باعتبارها الحل الواقعي والجاد لإنهاء النزاع المفتعل. العلاقات الثنائية بين المغرب والسلفادور شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، لاسيما بعد قرار السلفادور سنة 2019 سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية "البوليساريو"، وهي الخطوة التي شكلت تحولًا كبيرًا في موقف هذا البلد من قضية الصحراء المغربية. ومنذ ذلك الحين، وُضعت الأسس لتعاون سياسي واقتصادي وثقافي متين بين البلدين، شمل تبادل الزيارات رفيعة المستوى، وتنسيقًا متواصلاً داخل المنظمات الإقليمية والدولية. يُنتظر أن يفتح افتتاح القنصلية السلفادوريةبالعيون آفاقًا جديدة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، خاصة في مجالات الاقتصاد، التعليم، والصحة، من خلال إبرام اتفاقيات شراكة وتبادل خبرات بين الجهات الجنوبية للمملكة ومؤسسات سلفادورية. كما يُعول على هذه البوابة القنصلية لتقوية الروابط بين أمريكا الوسطى وإفريقيا عبر الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية. هذا التطور الجديد يرسخ مكانة المغرب كشريك موثوق ومحوري في القارة الإفريقية وفي العلاقات الدولية، كما يؤكد نجاعة السياسة الخارجية المغربية القائمة على تنويع الشركاء والانفتاح على فضاءات جيوسياسية جديدة، في إطار احترام السيادة ووحدة الشعوب. في المحصلة، فإن قرار السلفادور بافتتاح قنصلية في العيون ليس مجرد إجراء إداري أو رمزي، بل هو رسالة سياسية قوية تعكس اعترافًا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتؤكد على أن الدينامية الدبلوماسية التي يقودها الملك محمد السادس تواصل تحقيق مكاسب استراتيجية على المستوى العالمي.