أعلنت جمهورية كينيا، بشكل رسمي، دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة المغربية كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء. هذا الإعلان يأتي ليؤكد ما وصفه مراقبون بأنه "تحول نوعي" في الموقف الكيني، ويعكس انسجاماً متزايداً مع المواقف الدولية الداعمة للمقترح المغربي، الذي يعتبر إطاراً جدياً وعملياً لإنهاء هذا الملف بشكل نهائي تحت السيادة المغربية. ولم يقتصر الموقف الكيني على الدعم السياسي، بل تزامن مع خطوة دبلوماسية ذات دلالة قوية، تمثلت في افتتاح سفارة لكينيا في العاصمة المغربية الرباط. وهي خطوة تجاوزت البعد البروتوكولي لتشكل رسالة مباشرة للجهات التي كانت تراهن على عزلة المغرب في القارة الإفريقية. وقد ثمنت كينيا، في بيان رسمي، الجهود التي يقودها الملك محمد السادس من أجل ترسيخ الاستقرار وتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مؤكدة أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بتأييد متزايد داخل المجتمع الدولي. ويرى محللون أن هذا الموقف الكيني يمثل صفعة جديدة لخصوم المغرب، ويؤكد أن الرؤية الملكية في مجال الدبلوماسية الإفريقية تؤتي ثمارها، عبر شراكات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. في سياق متصل، تواصل الرباط تعزيز حضورها القاري والدولي عبر تحركات مدروسة وخطوات استراتيجية تكرس موقع المغرب كشريك موثوق في إفريقيا، وكقوة إقليمية تفرض احترامها بالمواقف والسياسات الواقعية. الرسالة واضحة اليوم: الدول الإفريقية تعيد ترتيب أوراقها، ومن لا يواكب التحولات قد يجد نفسه خارج السياق. القطار المغربي يمضي بثبات نحو المستقبل، ومعه تتوسع دائرة الدعم لمبادئ السيادة والوحدة الوطنية.