عرفت مدينة السمارة بالصحراء المغربية مساء الجمعة 27 يونيو 2025، حادث عدواني تمثل في سقوط خمس مقذوفات في محيط المدار الحضري، قابلة حي الوحدة "لازاب"، عملية إرهابية من تنظيم بوليساريو الإرهابي، و التي لم تسفر عن أية خسائر بشرية أو مادية. معطيات أولية تشير إلى أن هذه المقذوفات ، إنطلقت من شرق الجدار الأمني، أي من المناطق العازلة التي تعد منطلقا تقليديا لتسللات وانتهاكات عناصر بوليساريو الإرهابية ، في تحد صارخ لكل المواثيق الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة بوقف إطلاق النار. هذا الفعل العدواني، الذي يحمل بصمات ميليشياوية إرهابية واضحة، يعكس حالة الإرتباك والإختناق التي تعيشها الجبهة الإنفصالية، بعدما ضاقت بها الدوائر إقليميا ودوليا، وتقلصت هوامش تحركها السياسي والدعائي، لاسيما في ظل دينامية مغربية متصاعدة لإستكمال السيادة الترابية وتوسيع الإعترافات الدولية بمغربية الصحراء. ويشكل هذا التصعيد مؤشرا واضحا على أن "بوليساريو" باتت تتحرك خارج منطق العمل السياسي، لتنتقل تدريجيا إلى تبني تكتيكات إرهابية لا تختلف عن أساليب التنظيمات الإرهابية المسلحة في الساحل، ما يعزز الطرح المغربي القائم على ضرورة تصنيف هذه الجبهة منظمة إرهابية عابرة للحدود. كما أنه من غير المستبعد أن تسرع هذه العملية، من وتيرة التحولات الجوهرية في مقاربة المجتمع الدولي للملف، خصوصا لدى القوى الكبرى المتضررة من تمدد الإرهاب في الساحل، والتي بدأت تدرك خطر إحتضان الجزائر لكيان مسلح لا يخضع لأي رقابة قانونية دولية. ختاما ، مقذوفات لم تطلق فقط في إتجاه مدينة مغربية، بل أطلقت معها رصاصة حاسمة على أي إدعاء بأن " بوليساريو" تمثل طرفا سياسيا قابلا للتفاوض، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام المغرب للمضي قدما في تحصين أمنه القومي والإستمرار في عملية إلغاء المنطقة العازلة وإعادة قراءة إتفاق 1991، و العمل على فرض الأمر الواقع الميداني دون هوادة. ذ/ الحسين بكار السباعي محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان. خبير في نزاع الصحراء المغربية.