في إطار جهودها المستمرة لتجويد عملية «مرحبا» وتسهيل عبور أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ترأس وزير النقل واللوجيستيك عبد الصمد قيوح، صباح اليوم الأربعاء بالرباط، اجتماعاً موسعاً خُصص لتقييم حصيلة عملية مرحبا 2025 في شقها المتعلق بالنقل البحري. اللقاء عرف مشاركة ممثلين عن شركات النقل البحري المغربية والأجنبية، إلى جانب السلطات المينائية الوطنية، حيث تم عرض المؤشرات الرقمية النهائية ومناقشة سبل تطوير العملية في نسختها المقبلة. في كلمته الافتتاحية، أكد الوزير أن عملية مرحبا تحظى برعاية ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مشيراً إلى أنها تشكل موعداً سنوياً يترجم عمق ارتباط مغاربة العالم بوطنهم الأم، ويعكس تعبئة وطنية شاملة لضمان عودة آمنة وسلسة. وأشاد قيوح ب"المجهودات الكبيرة والتنسيق المحكم" الذي طبع عملية مرحبا 2025، سواء على المستوى الوطني أو في إطار التعاون الثنائي مع بلدان العبور، مؤكداً أن هذه الدينامية الإيجابية ساهمت في تسجيل موسم ناجح بكل المقاييس. الاجتماع شكل مناسبة لعرض التدابير التي اتخذتها الوزارة لإنجاح العملية، من أبرزها: تأمين عرض بحري كافٍ ومتنوع عبر 13 خطاً يربط الموانئ المغربية الأربعة (طنجة المتوسط، طنجةالمدينة، الناظور، الحسيمة) بتسعة موانئ أوروبية؛ تعبئة 29 سفينة تابعة لسبع شركات بحرية، تؤمن أكثر من 500 رحلة أسبوعية بطاقة استيعابية تصل إلى 500 ألف مسافر و130 ألف سيارة؛ مراقبة احترام معايير السلامة والأمن البحريين وجودة الخدمات المقدمة على متن السفن؛ اعتماد نظام الحجز المسبق والإجباري للتذاكر على جميع الخطوط البحرية، واشتراط التوفر على تذكرة صالحة ليوم السفر لدخول ميناء طنجة المتوسط. هذا الإجراء الأخير، حسب الوزارة، ساهم بشكل كبير في تنظيم تدفقات المسافرين وتفادي الاكتظاظ خلال فترات الذروة، مما جعل منه أحد أهم ركائز نجاح العملية. كشفت وزارة النقل أن عملية مرحبا 2025، التي امتدت من 10 يونيو إلى 15 شتنبر، سجلت عبور أكثر من 3,2 مليون مسافر وما يقارب 739 ألف سيارة عبر الموانئ المغربية، بزيادة قدرها 7% في عدد المسافرين و6% في السيارات مقارنة بسنة 2024. وجاء توزيع الحركة على الموانئ كالتالي: ميناء طنجة المتوسط: 1,8 مليون مسافر (+4%) و463 ألف سيارة (+3%)؛ ميناء طنجةالمدينة: 751 ألف مسافر (+12%) و117 ألف سيارة (+11%)؛ ميناء الناظور: 617 ألف مسافر (+12%) و148 ألف سيارة (+13%)؛ ميناء الحسيمة: 48 ألف مسافر (+5%) و11 ألف سيارة (+7%). وأجمع المشاركون في اللقاء على أن نظام الحجز المسبق والإجباري للتذاكر شكل أحد أبرز عوامل نجاح العملية، إذ مكّن من تدبير أفضل لحركة العبور وضمان انسيابية أكبر في الموانئ، خاصة بميناء طنجة المتوسط. وقد ساهم التزام شركات الملاحة البحرية والانخراط الواعي لأفراد الجالية المغربية، إلى جانب الجهود الأمنية والمينائية، في تنفيذ هذا الإجراء بفعالية عالية، ما مكن من إنهاء الموسم في ظروف مثالية ورضا عام للمسافرين. واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية البناء على مكتسبات هذه الدورة، مع دعوة مختلف المتدخلين إلى الانخراط المبكر في التحضير لعملية مرحبا 2026، من أجل تعزيز المكتسبات وتطوير تجربة العبور بما يواكب تطلعات الجالية المغربية حول العالم.