كشف مهدي بنعطية، الدولي المغربي السابق والمدير الرياضي لأولمبيك مارسيليا، خلال ظهوره على إذاعة RMC الفرنسية، تفاصيل موقف النادي من الجدل الدائر حول موعد التحاق اللاعبين الأفارقة بمنتخباتهم قبل نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب 2025"، في ظل تضارب اللوائح ورغبة الأندية في الاحتفاظ بعناصرها خلال مرحلة حساسة من الموسم. ويؤكد بنعطية أن أولمبيك مارسيليا، مثل باقي الأندية الأوروبية، يسعى إلى الاحتفاظ بلاعبيه الدوليين إلى غاية 15 دجنبر، في انتظار جواب رسمي من الفيفا، قائلا: "جميع الأندية تعمل في الاتجاه نفسه.. نريد الاستفادة من اللاعبين حتى مباراة موناكو، ونأمل أن يسود المنطق في هذا الملف." وتنص القوانين الأصلية للاتحادين الدولي والإفريقي على تسريح اللاعبين ابتداء من 8 دجنبر، غير أن اجتماعات حديثة بين الفيفا ورابطة الأندية الأوروبية فتحت النقاش حول تمديد المهلة، ما أربك المنتخبات الإفريقية التي كانت قد ضبطت برامجها الإعدادية على التاريخ الأول. ويشدد بنعطية على أن موقفه لا يستهدف المنتخبات، بل ينسجم مع ضرورة تدبير فترة صعبة، موضحا: "أنا فخور بلاعبي الفريق المشاركين في كأس إفريقيا، وأتمنى أن يعودوا في أفضل مستوى، لكن علينا أيضا إدارة المجهود اليومي والمباريات بدقة." ويبرز المدير الرياضي لمرسيليا أن الفريق يضم عددا من اللاعبين الأفارقة، بينهم الدولي المغربي نايف أكرد، وهو ما يعقد مهمة مغادرتهم في وقت يخوض فيه النادي مباريات مفصلية في دوري الأبطال والدوري الفرنسي. ويعود بنعطية إلى تجربته الشخصية مع هذا "الصراع الأزلي" بين الأندية والمنتخبات، قائلا: "شاركت في أربع كؤوس إفريقية وواجهت هذا الإشكال بشكل متكرر. الأمر يتعلق دائما بتقاطع مصالح، وهو طبيعي في كرة القدم." ويركز بنعطية على مصلحة اللاعب باعتبارها النقطة الجوهرية في أي نقاش، مضيفا: "أقول دائما للاعبين إن المصلحة مصلحتهم أولا. أنا فخور بمشاركتهم في الكان، وإذا عادوا بالكأس خصوصا إن كان المنتخب المغربي هو البطل فسأكون أسعد الناس." ويذكر المدير الرياضي بأن مارسيليا عاش، في مواسم سابقة، صعوبات كبيرة خلال فترة "الكان" بفقدانه عددا كبيرا من لاعبيه دفعة واحدة، ما جعل تشكيل فريق تنافسي أمرا معقدا، لاسيما مع ضغط المباريات في يناير. ويختتم بنعطية توضيحاته بالتشديد على ضرورة إيجاد توازن بين التزامات الأندية وطموحات المنتخبات: "منذ فترة الانتقالات نعرف أن لاعبينا سيشاركون في كأس إفريقيا. نحاول فقط إدارة الأمور بما يخدم النادي دون الإضرار بمسار اللاعبين أو أحلام المنتخبات."