قبيل انعقاد القمة المغربية-الإسبانية رفيعة المستوى، خرج وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، بتصريحات تبرز حجم التحول العميق في العلاقات بين الرباطومدريد. الوزير وصف التعاون الأمني بين البلدين بأنه "تعاون نموذجي" ويمتاز ب*"أهمية حاسمة"* لضمان استقرار وأمن الجانبين، مؤكداً أن الشراكة الثنائية بلغت درجة من القوة يصعب فصلها عن المصالح المشتركة. مارلاسكا شدّد على أن العلاقة بين المغرب وإسبانيا لم تعد مجرد علاقة جارين تربطهما الحدود، بل أصبحت، وفق تعبيره، "علاقة أخوية، شبه عائلية، ينبغي التعامل معها بمودة ومسؤولية". هذه الكلمات تحمل دلالات سياسية واضحة وترسل إشارة قوية قبيل القمة المرتقبة في مدريد، حيث ينتظر أن تشهد الإعلان عن خطوات جديدة لتعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين. وتعكس هذه التصريحات رغبة مدريد في تأكيد التزامها بالمسار الجديد للعلاقات الثنائية، والذي يقوم على الثقة المتبادلة، وتنسيق أمني واقتصادي متقدّم، ورؤية مشتركة لمعالجة ملفات الهجرة والإرهاب والتنمية في الفضاء المتوسطي. بهذه اللهجة الودّية، تبدو إسبانيا حريصة على إبراز المغرب كشريك أساسي، ليس فقط في محيطه الإقليمي، بل أيضاً في بناء أمن واستقرار جنوب أوروبا.