«بمناسبة هذه اللحظة النضالية الصادقة المتمثلة في انعقاد المجلس الإقليمي التنظيمي للاتحاد الاشتراكي للقوت الشعبية بالناظور، أود التعبير لكم عن اعتزازنا كاتحاديات واتحاديين بالاهتمام الخاص لقيادتنا الوطنية بحدث انعقاد هذا المجلس، من خلال حضور وفد هام من المكتب السياسي برئاسة أخينا فتح الله ولعلو الكاتب الأول بالنيابة، ومن خلال عضوية الأخ جمال أغماني وزير الشغل وحضور أخينا الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، وأيضا الحضور الشرفي لنا من خلال حضور قيادة القطاع النسائي للنساء الاتحاديات. كذلك أيها الإخوة نحن نعتز بحضور كل التنظيمات الحزبية المنتسبة للجهة الشرقية وإلى جهة الحسيمةتازة تاونات، فتحياتنا الخالصة الصادقة لكل هؤلاء الإخوة. كما نعتز بحضور إخواننا في القيادات السياسية المحلية للأحزاب الوطنية في حزب الاستقلال وفي التقدم والاشتراكية وفي جبهة القوى الديموقراطية والتجمع الوطني للأحرار وفي العدالة والتنمية، وبحضور كل الإخوة المنتسبين للمركزيات النقابية الوطنية محليا، تحية صادقة كذلك بالمناسبة للأخ محمد العزوزي الكاتب العام للفدرالية الديموقراطية للشغل، وتحية نضالية صادقة لكل الإخوة الذين شرفونا بحضورهم من خلال كل وسائل الإعلام السمعية والمكتوبة والمواقع الالكترونية وبمحبة وتقدير كبيرين الإخوة في التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب. أيها الإخوة أيها الحضور الكريم، ينعقد هذا المجلس في دورة الشهيد المهدي بن بركة، ولابد بالمناسبة أن أجهر بشهادة في حق شهيدنا من خلال الملتمس الذي تقدمنا به كمناضلين في المؤتمر الوطني الثامن نطالب فيه رئيس الدولة، الذي دشن العهد الجديد بالمصالحة، بأن يساعد على كشف الحقيقة وكشف قبر الشهيد حتى نرتاح نحن كاتحاديين، وبالمناسبة أكرر ملتمسي هذا باسم كل مناضلي الإقليم وندعو إلى الاستجابة لهذا الملتمس حتى نرتاح وترتاح العائلة الاتحادية. أيها الإخوة والأخوات، هذا الحضور الهام هو أولا شهادة منكم على أن الاتحاد الاشتراكي له موقعه الهام في المشهد الحزبي الوطني والمحلي وهو أحد فصائله الأساسية، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الحاقدين على هذا الحزب والذين كانوا يسوقون شهادة موته في كل لحظة، نقول لهم ها هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب حي وأقوى من أي لحظة مضت، الحزب حاضر وبقوة في الشأن السياسي المحلي. إن الاتحاديات والاتحاديين بهذا الإقليم كانوا دائما حاضرين في لحظات الحسم والفصل، حيث لم يكن يستطع جبناء الأمس شجعان اليوم ولو مجرد الهمس بالكلام الذي يجهرون به الآن تحت سماء الحرية التي دفع الاتحاديون جزءا من ثمنها الباهظ بشهدائهم ومفقوديهم ومنفييهم. أبريل 1979، يونيو 1981 ودجنبر 1984 محطات نضالية خضبت بدماء وأرواح شهداء حزب القوات الشعبية، وأثث فضاءها مواقف رجال أبوا إلا أن يفضحوا المتآمرين على هذا الوطن، خاصة في هذا الإقليم الذي شهد أحداثا دموية قدمت كضريبة على مؤامرة دنيئة للحاقدين على هذا الإقليم. أيها الإخوة والأخوات، قلنا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حاضر في كل المناسبات، حاضر في كل المواقف والقضايا التي همت الإقليم، والاتحاد الاشتراكي أدى ثمن وقوفه إلى جانب هذه القضايا وإلى جانب سكان الإقليم، وربما الإخوة يتذكرون كيف كانت معركتنا حاسمة إبان المرحلة السابقة حينما نددنا بالتدبير الإداري الفاسد للسلطات الإقليمية السابقة وكان بجانبنا كل الإخوان، الذين لا يضعون في الحسبان الحسابات السياسية حينما يتعلق الأمر بالقواسم المشتركة، وهذه كانت منهجيتنا ولم يسبق للاتحاد أن قال لا لكل من استعان به بموقف في مثل هذه القضايا، وكنا دائما إلى جانب إخواننا في التنسيقيات سباقين إلى إدانة تلك المرحلة، أقبح مرحلة سياسية شهدها الإقليم ولم يسبق أن كان في أي بلد أو مدينة أن جرى استحقاق سياسي بدون حكم، ولا نقول الحياد لأن الحياد له معنى ودلالة. الآن هناك قضايا تختمر في أذهان البعض وبدأت الملامح تظهر، ولا أعرف هل سيكرر المغرب مثل هذه التجربة إنه في كل محطة ومرحلة يستعين بحزب، وهذه قضية جوهرية نعتبر بأن التفاف كل القوى السياسية سيخدم مصلحة البلاد ومصلحة الإقليم، لا أريد أن نكرر التجارب السابقة، وأنا لا أعرف بالضبط لماذا في مجلس يمكن أن ينطلق منه الإشعاع تغيب عنه القوى الوطنية؟ ماذا فعلنا نحن بهذا الإقليم؟ ما هي جريمتنا؟ هل ارتكبنا جريمة بالعكس كل المواطنين يلتجئون إلى هذا الحزب صباح مساء 7/7 و24/24 وفي الاستحقاق يظهر أن كل هذا الشعب، الذي كان يأتي إلينا ذهب إلى جهة أخرى بسحر أو بواسطة «تيلكموند»! صحيح هناك الفساد واستعمال المال الحرام ولكن مواصفات الهيئات الدستورية في كل مدن المغرب لا يوجد فيها هذا «المسخ» الذي عندنا، الأمهات في الناظور ألا ينجبن أشخاصا لديهم كفاءات وأدمغة ومقبولين في العالم إلا في إقليمالناظور، ويجب أن نلوم أنفسنا أيضا وأنا لا أتحدث مع أي كان، بل أتحدث مع النخب، الأطباء، المحامون والمحاسبون... وفي أصناف الوظائف كلها لا يوجد في 46 جماعة إلا القليل وهذه مأساة حقيقية. ونحن لن نلتفت إلى كل الذين ربما كانوا يركبون وسائل النقل السرية، نحن قلنا بأن قضايا الناظور هي قضايانا جميعا ونحن سنستمر. الآن بدأ التكالب على هذه المدينة من جهات خارجية وفي كل يوم وعلى بعد 10 أمتار يستفزنا الحزب الشعبي بإسبانيا في مليلية، فأين حضورنا في مسألة التراب الوطني هذه ؟ ليس هناك فقط التنسيقية والاتحاد الاشتراكي والفعاليات، ألا يجب تلبية مثل هذا النداء مهما كانت الجهة التي صاغته؟ وأحيي إخواننا في التنسيقية لأنهم في هذا الموضوع بذلوا مجهودا جبارا. ونحن لم نكن يوما عنصريين فقد كنا أول المنددين بالإرهاب الذي وقع بإسبانيا في سنة 2004 ووجهنا رسالة تضامن إلى القنصل الإسباني ووزارة الخارجية الإسبانية وقمنا بمسيرة حاشدة في اتجاه القنصلية، فحتى نحن لدينا حضاراتنا وهويتنا ولدينا ما نستطيع أن نقدمه عندما يتعلق الأمر بالقضايا الكبرى للأمم، فنحن نستنكر الإرهاب وهي مسألة يقتسمها العالم كله كما نقتسم معه بعض القيم الكونية والإنسانية، لكن لا نقبل أن نمس في حوزتنا الترابية. ونقولها وإخواننا موجودين في الحكومة، نحن في الجناح النقابي بالفدرالية ومعنا أخونا العزوزي موقفنا واضح، الذي كان مع ملفنا فنحن معه ومن لم يكن كذلك فلن نتسامح معه ولو كان منا، كما لن نتسامح مع أي احد لديه موقف غير سليم مع القضايا السياسية، صحيح انه فوق طاقتك لا تلام، ولكن حتى وزيرنا «إذا ما دار معانا والو حتى حنا ما غادي نديرو معاه والو» وهذا شيء واضح. كذلك هناك مسألة أخرى لا أريدها أن تفوتني بهذه المناسبة بحضور إخواننا، فنحن عندنا رأي في التقسيم الجهوي وإخواننا في القيادة الوطنية توصلوا برأينا ونؤكده ونؤكد على عدد من الأشياء لابد من قولها، نحن أردنا إرساء ثقافة جديدة تحمي المسؤولية السياسية، وبطبيعة الحال كان عندنا موقف مشرف حينما ندد الحزب بالخروج عن المنهجية الديموقراطية، نحن لن نبقى في هذا الانتقال إلى ما لا نهاية، نريد ديموقراطية مشروطة بما تمليه صناديق الاقتراع، لأنه من غير المعقول أن نذهب للتصويت هاهي المنهجية الديموقراطية ولا تطبق. يجب أيضا إعادة النظر في الحياد السلبي للسلطة، ليس هناك حياد للسلطة، فالسلطة يجب أن تتدخل وتقوم بواجبها، بالله عليكم هل هنالك مأساة أكثر من ألا تنفذ عشرات الأحكام الصادرة عن جلالة الملك تخص التقييدات والتشطيبات وعامل الإقليم لا يريد ذلك، ولذلك يجب أن نتدخل وأن نعيد الاعتبار لأنفسنا كأحزاب سياسية. وهناك مسألة إعادة الاعتبار للجالية المغربية والمشاكل التي تعانيها في استخراج بعض الوثائق. وكذلك نريد من الإخوان في الهيئات السياسية والممثلين في الحكومة أن يكون ضغط في الحكومة وضغط في البرلمان وفي المؤسسات المنتخبة ليظهر ضوء في الأفق وألا نكرر نفس التجارب ونفس المواقف والسلام عليكم».