همس قصصي غير منشور: درب جنازة...!

في همسها العاشق الباسق كانت بمقهى محطة القطار تؤثث لاشتعال أنثى بعراء ساق قزمي مزغب..وكانت عشقاً مارداً ترتعش اشتهاءً و ترتشف غبناً في صمت باهت كأس قهوة بالحليب..وعلى صخب موسيقى إيقاع الجاز وهذي ترجل المسافرين وهول صفارة القطار تبرق صوب نظراته الثاقبة ابتسامات مائعة.وتتعمد مغازلته بهمس راجف كله قنص رعشة...!
وتحت ظل شجرة كثيفة عالية، بحديقة تحفظ السر، أوهمته باختزانها لمخطوط سري ثمين لقلب أندلس لم تفتح بعد..تعمدت أن تزكي قنصها ا لوعيد بمهد فائض يرتمي في حمى الخطيئة حتى المهد...!
وحيث مقهى محطة القطار المسافر دوماً و عشقاً..كانت أرنباً أليفاً طيعاً يعشق سخاءً صهد الجمر ناراً...!
وحين مال إليها قبلاً و طاوع رصاصة قنصها اشتعلت قبحاً..
توغل في غياب فيضها رمح خيانتها جرماً وقدحاً..
وعشقت ذاتها المحترقة جمراً صنم آلهة النار.. ثم مدته بعود كبريت وآخر سيجارة تبقت في اللفافة الفاتنة الحمراء،وامتطت صهوة هذي الفرس الجموح...ليعشق هو العنيد الهم البريق، ويسافر كالسندباد في فلك الروح.
وفي سرير تبعثرت تفاصيل لوحه المتهرئ تدلى عرق حماستها ندماً..وتعرى حلمها السخيف التعيس نجاسة...!
وحين غاب عنها إلى الأبد عانقت خياله الهارب الشاحب..عانقته غير أنها لم تقبض على غير طلاء الجدار...!
كان طيفه حينها محتشماً كأنه بواب عمارة مظلمة داهمه النعاس في صبيحة حزينة...!
وكان وجهها حينها مصفراً ذابلا أشبه بوجه عجوز في درب جنازة...!
يونيو 2010