شهدت رحاب كلية العلوم بأكادير، صباح أمس الأربعاء 22أبريل2015، حركة غير عادية لقوات الأمن العمومي التي حشدت كافة عناصرها في ما يشبه حالة استنفا رأمني قصوى على مقربة من كلية العلوم بعد أن طوقت المكان، وضربت حزاما أمنيا مشددا تحسبا لأي انفلات عند إخمادها للاحتقان الطلابي الذي اندلع بغتة ودون سابق إنذار تحت مبررات الاكتظاظ وقلة الأساتذة. وجاء هذا الطوق الأمني بعدما طالبت عمادة الكلية السلطات العمومية بالتدخل لاستئناف الدراسة التي تسبب في تعثرها لأزيد من عشرة أيام فصيل طلابي متشدد قرر مقاطعة الدروس مباشرة بعد العودة من عطلة فصل الربيع تحت دواعي المسوغات المذكورة أعلاه. هذا ورغم كل الجهود التي بذلتها رئاسة جامعة ابن زهر وعمادة كلية العلوم، سواء في اجتماع خاص مع أساتذة الكلية، لحل كل المشاكل العالقة أو في خوض حوارات متتالية ونقاشات ماراطونية لإقناع الفصيل الطلابي المحتج باستئناف الدراسة والعدول عن مواصلة الإحتقان، إلى درجة أن عمادة الكلية خاضت نقاشا طويلا استمر إلى وقت متأخر من ليلة الثلاثاء 21 أبريل2015 لإقناع المحتجين، إلا أن الفصيل الطلابي المتشدد قرر تنظيم مسيرة من كلية الحقوق إلى كلية العلوم صباح اليوم الموالي بغاية حشد أكبر عدد ممكن من طلبة جامعة ابن زهر، هذا في الوقت عرفت فيه الدروس بكلية الحقوق وكلية الآداب المجاورتين لكلية العلوم سيرا عاديا منذ العودة من فصل عطلة الربيع. وأرجعت مصادر جامعية سبب هذا الحراك الطلابي، الذي يقوده فصيل معروف بمواقفه المتشددة، إلى التنافس المحموم الذي تعرفه رئاسة الجامعة، حيث دفعت بعض الأطراف المتنافسة على الرئاسة هؤلاء الطلبة من أجل خلق ضجة تؤثر سلبا على رئيس الجامعة الحالي عمر حلي، ودليلها في ذلك أن دواعي الاحتقان الطلابي ليس بجديدة على كلية العلوم، بل هي حسابات عددية لم تربك الجامعة وحدها بل حتى الوزارة الوصية، وبالتالي فتوقيت هذا الاحتقان يلفه غموض وإلا لماذا صمت الطلبة المحتجون كل هذه المدة منذ بداية السنة حتى ينتفضوا الآن إن لم تكن هناك مبررات خفية لا يعرفها إلا الضالعون فيها؟ . بل أكثر من ذلك استدلت ذات المصادر على ذلك بالحملة المسعورة حاليا، والتي يقودها بعض الطلبة المحسوبين على هذا الطرف المتنافس على صفحات الفايسبوك من أجل التأثير في لجنة اختيار الرئيس المقبل لجامعة ابن زهر. وبالتالي فالاحتقانات الطلابية المنظمة في آخر السنة،في نظر مصادر أخرى، والتي يقودها فصيل طلابي واحد، ليس لها من تبرير إلا لأنها تتزامن مع استحقاق منصب رئاسة الجامعة الذي يعرف هذه السنة تنافسا محموما وشديدا بين المترشحين.