في إطار استمرار «شبكة الفضاء الحر للمواطنة والتكوين والتنمية بالمحمدية»، في تنفيذ أنشطة مشروع:» من أجل إدماج ميسر للمهاجرين الأجانب في النسيج الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والثقافي المغربي» لسنة 2014، وتحت شعار لنتعلم أن نعيش جميعا بشكل أفضل، تم تنظيم تظاهرة ثقافية فنية يوم السبت 16 ماي 2015 بمقر « دار الشبيبة الطالبة» الدارالبيضاء، بمعية شركاء الشبكة: اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان – جهة البيضاءسطات، وجمعية ريم الأمل والتنمية، ولجنة ENTUS المكلفة بقضايا المهاجرين جنوب الصحراء، جمعية دار الشبيبة الطالبة» بالبيضاء، حيث حضرها أكثر من 120 مشاركا ومشاركة، من مختلف الفئات الاجتماعية ومختلف الجنسيات التي ينتمي إليها هؤلاء المهاجرون، وخاصة من أفريقيا جنوب الصحراء، ( السنغال–الكونغو- الكاميرون – مالي – تشاد- بوركينافاصو- الصومال.....)، والذين شاركوا في إغناء وتنشيط فقرات التظاهرة المتنوعة، بما لديهم من فرق موسيقية ورقصات أصيلة، ومعارض للأزياء والمنتوجات الاستهلاكية الغذائية المحلية، والتي كانت تصب في اتجاه تحقيق الشعار الذي وضع لهذه التظاهرة: «الثقافة والفن في خدمة التعايش بين الشعوب» ، والذي كان محور النقاش الذي دار بين ممثلي وممثلات الأطراف المنظمة، وبين جمهور الحاضرين. وبعد الانتهاء من عرض ملخص التجارب الثلاث في موضوع اشتغال المنظمات والجمعيات المغربية المشاركة والمنظمة للتظاهرة، سواء عبر شريط فيديو بالنسبة لتجربة شبكة الفضاء الحر بالمحمدية، أو عبر مداخلات كما كان الشأن بالنسبة لتجربة جمعية ريم الأمل والتنمية، أو لجنة ENTUS، تم الوصول إلى خلاصات مفادها: أن المبادرة المغربية بتسوية أوضاع المهاجرين على أرضه كانت مبادرة هامة، وإن كانت محدودة في الزمن وعدد المستفيدين والمستفيدات، مع تعبير العديد من المتدخلين عن الأمل في فتح المجال للأعداد الكبيرة المتبقية. أن عملية التعايش بين الجنسيات المتواجدة فوق التراب الوطني لا يمكن أن تمر عن طريق الإدماج وحده، بل عن طريق توفر الرغبة في اندماج هؤلاء الوافدين في النسيج الاجتماعي و الثقافي المغربي، وهذا مالا يمكن أن يتحقق إلا بتوفر شروط أساسية تؤدي إلى تحقيق الأهداف المتوخاة منها: أن تعلم لغة الآخر مدخل أساسي لذلك ولابد أن يبذل فيه المهاجرون مجهودا لتعلم لغة التواصل للبلد المستقبل. أن التعرف على ثقافة الآخر والعمل على احترامها وتثمينها يشكل أداة للتفاهم والتواصل ، وهذا ما يجب أن تلعب فيه التظاهرات الثقافية والفنية دورا كبيرا، تكون محور اهتمام وسائل الإعلام عموما، والعمومي على وجه الخصوص، في اتجاه ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح وقبول الاختلاف. أن دور الدراسات والأبحاث العلمية والسوسيولوجية دور كبير في إعادة تشكيل وعي المغاربة عبر النقاش العمومي المفتوح والمنفتح، حول مرتكزات الهوية المغربية ومعايير تحديدها والانتماء لها، حتى لا تكون هوية منغلقة . أن تشكل التربية على المواطنة وحقوق الإنسان في أسرنا ومنظومتنا التربوية والتعليمية والتكوينية مدخلا لترسيخ المقاربة الحقوقية لدى الناشئة والأجيال القادمة، لتيسير قبول الآخر المختلف. أن الاطلاع على التجارب والخبرات الدولية في مجال معالجة قضايا الهجرة والمهاجرين ومسألة تسوية أوضاعهم وإدماجهم أمر مطلوب لتحقيق مطلب التعايش. أن المقاربة التشاركية في صياغة وبلورة الاستراتيجيات المستقبلية لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان هي الآلية الناجعة لتحقيق أهداف التعايش بين مكونات المجتمع المغربي.