رغم أن حاجيات الجالية المغربية في القارات الخمس عديدة ومتعددة تتقاطع فيها المشاكل اليومية في بلدان المهجر والمشاكل الأخرى في البلد الأم الشيء الذي جعل الكل يناقش ويلامس قضايا الهجرة والمهاجرين سواء من طرف الحكومة ممثلة في الوزارة الخاصة بالهجرة. المهاجرين أو من طرف الجمعيات المتعددة التي أنشئت للدفاع عن مغاربة العالم أو من خلال الأحزاب الوطنية التي تضمنت برامجها هذه القضايا لكن إذا كانت قضايا الهجرة والمهاجرين المغاربة تحتل حيزا لاباس به في الإعلام الرسمي على الخصوص في المناسبات بالدرجة الأولى حيث تسلط الأضواء على الهجرة الأوروبية على الادق فإن واقع الحال بالنسبة للمهاجرين المغاربة في الديار الأمريكية مستثنون من دائرة الضوء هاته صحيح أن الوضع الاجتماعي للجالية المغربية بالولايات المتحدةالأمريكية احسن حالا من الجاليات الاخرى في و باقي بقاع العالم بحكم كون اغلبيتهم من ذوي الشهادات العليا أطباء مقاولين محامين وغير ذلك من الفئات بذات المستوى أهلهم الأمر لنسج علاقات في المجتمع الأمريكي يمكن أن ينعكس إيجابا على المغرب البلد الأم لاستقطاب رؤوس الأموال وخدمة القضية الوطنية إلا أن الاهتمام الحكومي بهذه الجالية ليس في المستوى المطلوب وليست هناك جسور ممتدة تضمن الإدماج المفترض في الوطن الأم إذ أن الأنشطة التي تقوم بها الجالية هناك لايتم الالتفات اليها والتعريف بها لدى الرأي العام المغربي حيث لايواكب الإعلام الرسمي بكل تلاوينه هذه الديناميكية المتصاعدة للمغاربة بامريكا وهو ما يحبط العزائم ولايشجع على مواصلة هذه المجهودات المبذولة من طرف الغيورين على بلدهم . من خلال رصد الأنشطة الكثيرة والنوعية للجالية المغربية بالديار الأمريكية خاصة في السنوات الأخيرة والتي تتم عبر مجهودات فردية ايمانا بالوطن الأم ودفاعا عن مصالحه العليا يتبين أن هناك فعلا مجهودات نوعية تتوخى خدمة الوطن والمواطن لكن للأسف يبقى الإعلام العمومي المغربي منكمشا على ذاته ومترددا في إقامة جسور حقيقية تعكس مايحدث في هذه القارة لذلك أصبح من الضروري والمستعجل أن تتغير الرؤية واعتماد سياسة إعلامية تواكب مايحدث هنا في أمريكا حتى يلعب المهاجر المغربي دوره الوطني واستقطاب رؤوس الأموال وخدمة المغرب وقضاياه كما نؤمن بها ونعمل عليها في غياب أي دعم إعلامي اومعنوي . * عضو جمعية الرابطة الامريكية المغربية بمدينة اورلاندو ولاية فلوريدا (مابا)