فشل فريق الرجاء البيضاوي في أول استحقاق رسمي يدخله، بعدما مني بالهزيمة بميدانه وأمام أنصاره، في ذهاب سدس عشر نهائي كأس العرش، على يد شباب المسيرة، الذي يمارس ضمن دوري الدرجة الثانية، بهدف واحد سجله العميد أولحاج ضد مرماه في الدقيقة 11. وقدمت العناصر الرجاوية أداء باهتا في هذا اللقاء، الذي جرى ليلة أول أمس الاثنين بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث كانت الأرجل ثقيلة، والعطاء دون مستوى طموحات الأنصار، الذين يتطلعون إلى تسجيل حضور أحسن مما قدمه أصدقاء الصالحي في الموسم الماضي، حيث خرجوا خاليي الوفاض من جميع الاستحقاقات التي دخلوها. وكشف مصدر مطلع بأحوال القلعة الخضراء على أن الفريق يعيش وضعا مرتبكا، وأن الترقيعات التي ما فتئت تقوم بها إدارة الفريق لن تجدي نفعا، في ظل غياب التناغم بين مكونات الفريق، ولاسيما بين الطاقمين الطبي والتقني. وألمح مصدرنا إلى هناك هوة شاسعة بين الطرفين، مستحضرا الكم الهائل من الإصابات في صفوف اللاعبين، والتي كان من أبرز آثارها عدم تمكن الطاقم التقني من الاستقرار على تشكيلة واحدة، حيث يجد نفسه كل مرة مجبرا على الدخول بعناصر جديدة. وافتقد الفريق الأخضر خلال مباراته أمام شباب المسيرة ستة لاعبين بسبب الإصابة، ويتعلق الأمر بكل من الحافيظي وكاروشي والصالحي و والهاشيمي والوادي والقديوي، الذي كان موضوع نقاش حاد بين طبيب الفريق والمدرب كرول. وأشار مصدرنا إلى أن المدرب الهولندي كان يريد الزج بالقديوي في لقاء شباب المسيرة، بيد أن الطبيب أصر على أن وضعه الصحي لا يسمح له باللعب، وأنه محتاج لفترة للتعافي، الأمر الذي أغضب كرول كثيرا. واستحضر مصدرنا أيضا حالة أخرى من خلاف الطرفين، وتتعلق بالصالحي، الذي منعه الطاقم الطبي من التدرب، غير أن المعد البدني التونسي طالبه بركض خفيف، كان سببا في تفاقم الإصابة وبالتالي إطالة مدة الغياب. واعتبر ذات المصدر أن هذا الخلاف يؤثر كثيرا على استقرار الفريق، وأن اللجنة الطبية مطالبة بتبني سياسة علاجية مضبوطة، وأن تواكب الحالات المصابة حتى تستعيد عافيتها، عوض الاكتفاء بتقديم الوصفات الطبية. كما أن كثرة انشغالات رئيس اللجنة الطبية، البروفيسور العرصي، ساهم في هذا الارتباك، حيث أنالرجاء في حاجة إلى متابعة طبية دقيقة للاعبيه، وأن يتم وضع برنامج طبي ملزم، وأن يعرف المدرب الهولندي حدود اختصاصاته، حتى يكف عن التدخل في عمل الهيأة الطبية. وشدد مصدرنا على أن أحوال الفريق لن تستقر، وأن توالي الإصابات لن يتم التغلب عليه ما لم تحدد لغة التواصل بين الطاقمين، لأنه لا يعقل أن يغرد كل واحد في واي، وخاصة المدرب الهولندي، الذي بات يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وأن معالم الخلاف ظهرت في معسكر تركيا. وعموما، فإن كثرة الأعطاب داخل الفريق الأخضر تطرح مجموعة من علامات الاستفهام، فهل يدخل اللاعبون قبل استكمال فترة العلاج؟ أم أن ضغط المدرب وبحثه عن النتائج الآنية يدفع في اتجاه تقزيم عمل الطاقم الطبي؟، أم أن طريقة عمله لا تنسجم مع البرنامج الطبي؟ فإذا كان الجهاز التقني لا يثق في عمل الفريق الطبي، فإن مشكل الإصابات لن يتم القضاء عليه، بل سيتفاقم مع توالي المباريات، الأمر الذي يضع الإدارة الخضراء أمام مسؤولية التدخل لتطويق الأمر قبل فوات الأوان، علما بأنها غيرت كل شيء داخل الفريق، دون أن تكون لذلك آثارا إيجابية.