قتل الجيش الإسرائيلي، منذ فجر السبت والأحد، ما لا يقل عن 25 فلسطينياً وأصاب آخرين، في سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدفت منازل وأحياء سكنية ومدارس تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، فيما واصل إنذاره لسكان مدينة غزة بإخلائها والتوجه نحو جنوب القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي. وقالت مصادر طبية وشهود عيان لوكالة الأناضول إن الضحايا سقطوا في هجمات متفرقة شملت مدينة غزة وخان يونس ورفح ودير البلح. ففي أحدث الهجمات، قتل أربعة فلسطينيين قرب مركز لتوزيع مساعدات شمال رفح، وسبعة آخرون في قصف استهدف شقة سكنية بمنطقة برشلونة في حي تل الهوى جنوبغزة، إضافة إلى ستة بينهم سيدتان وثلاثة أطفال جراء غارة على خيمة نازحين جنوب دير البلح.
تدمير أبراج ومدارس في حي تل الهوى جنوب غربي غزة، دمر الجيش الإسرائيلي برج "النور" السكني بالكامل بعد إنذار سكانه بدقائق، ما أدى إلى تشريد مئات العائلات وتضرر خيام نازحين مجاورة. كما طالت الغارات ثلاث مدارس تابعة للأونروا ("الست سورة" و"العالية" و"شحيبر") كانت تؤوي آلاف النازحين. وشهدت أحياء أخرى دماراً واسعاً؛ إذ استُهدفت منازل لعائلات الدلو وكريزيم وحرز الله في مخيم الشاطئ، ومنزل عائلة "لظن" في حي الصبرة، ومنزل عائلة الجاروشة في حي الرمال، إلى جانب منازل أخرى في تل الهوى والمخابرات وشارع اليرموك ودوار الكرامة. كما دُمر مبنى النيابة العامة بعدة غارات. نزوح واسع وتحذيرات دولية يواصل الجيش الإسرائيلي منذ 11 غشت قصفه المركز على مدينة غزة في إطار خطة أعلنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال القطاع تدريجياً. ومنذ ذلك التاريخ، دُمر 1600 برج وعمارة سكنية بشكل كامل، ونحو ألفي برج وعمارة أخرى بشكل بليغ، إضافة إلى 13 ألف خيمة، ما تسبب بتشريد أكثر من 100 ألف فلسطيني، وفق المكتب الإعلامي الحكومي. ويحاول الجيش إجبار نحو 1.3 مليون نسمة من سكان مدينة غزة على النزوح إلى منطقة المواصي جنوبي القطاع، التي تضم أصلاً نحو 800 ألف نازح وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة. وتقول الأممالمتحدة إن الفلسطينيين باتوا أمام "حكم بالإعدام"، إما بالموت تحت القصف أو بالتهجير نحو مناطق مكتظة وخالية من الخدمات الأساسية. حصيلة مأساوية وفق أحدث إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي، خلفت الحرب التي بدأت قبل نحو عامين أكثر من 64 ألف قتيل و164 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن مئات آلاف النازحين ومجاعة أودت بحياة 420 شخصاً بينهم 145 طفلاً. وفي 3 سبتمبر الجاري، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "عربات جدعون 2" للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، ما أثار احتجاجات داخل إسرائيل خوفاً على حياة الأسرى والجنود المحتجزين في القطاع.