كشف متتبعون للشأن العام المحلي بإفران عما يعانيه قطاع الشباب والرياضة من بطء شديد في تنفيذ المشاريع، بالقول إن القطاع لم يعرف أية مشاريع خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يتم إنجاز أي مشروع بالإقليم، تقول مصادرنا، في هذه الفترة، بالرغم من تخصيص اعتمادات مالية فاقت 15 مليارا من ميزانية 2015/2016، في الوقت الذي ترتفع الحاجة للمرافق الرياضية والترفيهية على مستوى الإقليم، وليس لدى المسؤولين عن القطاع، حسب مصادرنا، لستراتيجية ناجعة لمواكبة المشاريع المبرمجة، ولا أي سقف زمني محدد للانجاز. وصلة بالموضوع، تؤكد مصادرنا أن كل تقني أو مهندس يتم إيفاده من طرف الوزارة الوصية، يقف بكثير من الدهشة على التعثرات أمام ما يتطلبه القطاع من مشاريع، ما يطرح تساؤلات كبيرة حول شفافية التدبير المالي والإداري المخصصة لهذه المشاريع، إذ على الرغم من تأكيد الواقع لعدم انجاز أي من المشاريع التي تم فتح أظرفتها خلال السنوات الأخيرة، بقيت الأشغال خارج شروط دفاتر التحملات، ومن ذلك 14 فضاء لملاعب القرب لايزال البحث جاريا عن توفير الوعاءات العقارية لها، منذ رسوها على أحد المقاولين لأكثر من سنة ولأسباب مبهمة، ولم يعثر أي متتبع على جواب شاف لمعنى إبرام الصفقات في غياب وعاءات عقارية مطابقة لدفتر التحملات، وفي ذلك ما يستدعي ما يلزم من التحقيقات والتحريات. وهناك ما سمي ب «الملاعب الأحد عشر» التي جرت أو تجري فيها الأشغال ببطء، وفي ظروف مثقلة، ومنها ملعب عين فيتال بإفران الذي تمت برمجته على أرضية ضيقة محاذية لطريق ثانوية مزدحمة بحركة السير، سيما أيام العطل الأسبوعية، حيث يكثر عدد زوار المنتزه، في حين لم تفت مصادرنا الإشارة لعملية تحويل ملعب أزرو من المكان الذي كان مخصصا له في الصفقة، إلى أحد الأحياء بحي النخيل نظرا لاختياره، بدون دراسة حكيمة، على أرض تعود ملكيتها للخواص، وبعد مد وجزر وفرت الجماعة الحضرية لأزرو بقعة أرضية بمواصفات غير مطابقة لدفتر التحملات، فيما باقي الجماعات مازالت تنتظر تشييد ملاعب رياضية لفائدة ساكنتها بالرغم من كون معظمها يتوفر على فضاءات رياضية مهمة، وكل ذلك سببه عدم توفير الوعاءات العقارية المخصصة للصفقة. وفي ذات السياق، يؤكد المتتبعون ل «الصفقات الرياضية» أن الإقليم لم ينجح في الحد من أزمة المرافق، انطلاقا من واقع مقر المندوبية التي أصبحت «خربة» غير مشرفة لسمعة القطاع، ولعلها هي العنوان الأبرز للوضعية العامة لهذا القطاع، حيث سبق تفويت صفقة بعض المرافق لإحدى المقاولات التي وجدت صعوبة في مباشرة الأشغال لكون الدراسة اعتمدت على أرضية ليست في ملكية الوزارة، حسب مصادرنا، كما شدّد بعض المعنيين بالمقاولات ومكاتب الدراسات والممونين، أن نيابة الشباب والرياضة أثبتت فشلها في إيجاد حلول حقيقية لمسايرة ملفاتهم مع الخازن الإقليمي والقطاع الوصي، على خلفية سواد لغة التماطل وعدم التأشير على بعض الصفقات. مصادر «الاتحاد الاشتراكي» كشفت عن عدة مشاريع لم يتم الشروع في أشغالها، ومن ذلك مسابح وقاعات رياضية ومراكز استقبال وأندية نسوية ومخيمات صيفية ودور شباب وملاعب قرب، إضافة إلى أخرى لا تقل عن المركب الرياضي لآزرو، ملعب السلام بإفران، وملعب حب الأطلس، وكل هذه المرافق لاتزال معطلة ، في حين يشتكي رؤساء جماعات محلية على صعيد الإقليم من وضعية الملاعب المتخلى عنها بجماعاتهم، ويتساءلون حول مدى جدية النيابة الإقليمية بشأن مرافق رياضية كبرى تمت برمجتها وتخلى عنها مقاولون لأسباب غامضة، ومنها أساسا المسبح المغطى ومحطة التزحلق بمشليفين ومقر النيابة الإقليمية ومركز الاستقبال بإفران ومركز الاصطياف، ومرافق أخرى لم تر النور أصلا؟. إلى ذلك، قالت مصادرنا إن المشاريع المزمع تنفيذها، والتي سبق أن رصدت لها اعتمادات هامة، خلال السنتين الفارطتين على مستوى مختلف جماعات الإقليم، مازالت تراوح مكانها، وأن كل ما قامت به النيابة من مشاريع حتى الآن، لايزال في مرحلة الحبو، ولا يشكل إلا نسبة هزيلة من حجم الصفقات المرصودة، ما أكد للمهتمين أن انتظاراتهم ستزداد تمططا لأجل غير مسمى، رغم علم الجميع بالأزمة القائمة التي يعانيها الإقليم على صعيد الأنشطة الرياضية والشبابية.