إتحاف أعلام الناس، بجمال أخبار حاضرة مكناس، كتاب ومؤلف معروف لصاحبه عبد الرحمان بنزيدان، لكن نهاية موسم 2015 – 16 لم تحمل لساكنة مكناسة الزيتون والرأي العام الرياضي بها خبرا جميلا، كما جاء في المؤلف المذكور، حيث النبأ محزن ويدعو للحسرة، وهو نزول فريقها اﻷول، النادي الرياضي المكناسي لقسم الهواة. النزول وارد في الميدان الرياضي، ولكن هذا الاندحار غير مقبول وغير مستساغ بالنسبة للكوديم، لعدة أسباب، أهمها أن الحاضرة المكناسية لها حمولة تاريخية كبيرة. فقد كانت عاصمة للمغرب في العهد اﻹسماعيلي، وتعد تراثا إنسانيا عالميا، والمشهورة بقلاعها وأسوارها وآثارها المتنوعة، كما حباها الله بالكثير من المقومات الجمالية والطبيعة اﻷخاذة، حيث تشكل المدينة نقطة عبور بين غرب المغرب وشرقه. فمكناس ذات المعالم والأعلام أعطت الكثير عبر التاريخ وفي ميادين مختلفة، وكانت رجالاتها حاضرة بقوة إبان فترة الحماية في مقاومة الاستعمار، أطال الله عمر الوطني محمد العيساوي المسطاسي، كما كان لمدينة سيدي قدور العلمي، باع طويل وحضور قوي في الميدان الرياضي، حيث فرضت ذاتها وأعطت الكثير وفي مختلف اﻷنواع، وخاصة في كرة القدم، كرة اليد، الطائرة، السلة، الطاولة، السباحة، ألعاب القوى، الملاكمة وأنواع أخرى. ففي كرة القدم، التي شغلت هذه الأيام بال الساكنة المكناسية، أعطى الفريق اﻷول النادي المكناسي أعطى الكثير للمدينة والمغرب، بعدما رأى النور سنة 1962. ورغم تميز مسيرته بالصعود والنزول، فإنه ظل حاضرا بقوة في الساحة الكروية، وخلال عمره الممتد ل 54 سنة، قضى منها 32 بالقسم الأول و22 بالثاني. وهكذا صعد للقسم الأول سنة 1963، ونزل سنة 1966، وعاد لقسم الكبار سنة 1975 واستمر به إلى حدود سنة 1987. 1987 -88 القسم الثاني. 1988 - 89 القسم الأول. من 1989 – 90 إلى موسم 1993 – 94 القسم الثاني ومن 1994 - 95 إلى 2007 - 08 القسم الأول. ومن 2008 - 09 إلى 2010 - 11 بالقسم الثاني، ثم من موسم 2011 - 12 إلى 2012 – 13 بالقسم الأول. ومن 2013 – 14 إلى 2015 - 16 بالقسم الثاني ، قبل أن ينزل بتاريخ 15 ماي الجاري إلى قسم الهواة. وخلال هده الفترة الطويلة فاز بلقبين، كأس العرش يوم 6 يونيو 1966 بالملعب الشرفي بالبيضاء، بعد الفوز على الجار المغرب الفاسي ب 2 – 0، من توقيع حميدوش وبوعزة، وتحت إشراف المدرب قاسم بنوتة، ثم لقب البطولة موسم 1994 – 95، الذي أنهاه يوم 18 يونيو 1995 بتعادل 0 – 0 أمام شباب المحمدية، تحت قيادة المدرب عبد القادر يومير في يوم مشهود عرفته مكناس، ليشارك الفريق في عصبة أبطال إفريقيا، ولعب نهايتين لكأس العرش انهزم في اﻷولى سنة 1981 بالرباط أمام الوداد ب 2 – 1 يوم 16 شتنبر، والثانية سنة 2011، بالرباط يوم 17 دجنبر أمام المغرب الفاسي، وفاز هذا اﻷخير ب 1 -0، مما مكنه من المشاركة في كأس الكاف. وخلال مشواره الطويل، لعبت له العديد من اﻷسماء اللامعة والكبيرة نذكر، حمادي حميدوس وامبارك امبيري وكارلوس كوميز والعلمي وجيليت وبوعزة والعماري والإخوة عبد الغني لكحل ( الغويني) عبد الرزاق لكحل ( معتوق) عزالدين لكحل( دبدي) ومحمد الخريف المعروف في لﻷوساط الرياضية بولد لالة وبرداد وبيبي وحفيظ وطويرتو ولشعل وكمال وفونيني وحميد عبد الوهاب وبنحليمة وعزيز الدايدي وبيدان وباديدي والصغير وبنحساين ودريدب والمنطيح وكماتشو وبودومة وبوحوت وصامبا وبوخلاين والمريني وأيت عزة وبنقسو وبوجيري والصويت وطويزة والصغيور وأبرباش وعبد الرحمان الحواصلي وحسن عبد الوهاب، نجل حميد عبد الو هاب، وفوزي لخمالي والكيناني والوالي العلمي، ... وعزز النادي المكناسي الفريق الوطني بالعديد من اللاعبين وخاصة في محطات هامة، ونخص بالذكر حميدوش، الذي شارك في اﻹقصائيات المؤهلة لمونديال المكسيك 1970، إلا أنه لم يرافق الفريق بسبب اﻹصابة. ولغويني، الذي شارك في الاقصائيات المؤهلة لمونديال الأرجنتين 1978، ولعب ضد تونس في أول مواجهة بالبيضاء 1 – 1، وسجل الهدف في مرمى الحارس اﻷسطورة عتوكة، يوم 12 دجنبر 1976. وأيضا المرحوم عزيز الدايدي، الذي شارك في الاقصائيات المؤهلة لكأس العالم بإسبانيا 1982، وسجل هدف الفوز بالبيضاء 1 – 0 ضد مصر، وهو الفوز الذي أهل المغرب للقاء اﻷخير، حيث أنهزم أمام الكامرون ذهابا وإيابا . ثم المدافع مصطفى بيدان، الذي شارك في إقصائيات مونديال المكسيك 1986، ولعل المتتبعين يتذكرون اللقاء الذي شارك فيه ضد مصر يوم 28 يوليوز 1985 بالبيضاء، وانتهى لصالح أشبال المرحوم فاريا ب 2 – 0. بالإضافة إلى المهاجم عبد الجليل هدا، المعروف بكماتشو، الذي لعب ضمن المنتخب المشارك في مونديال فرنسا 1998، وسجل هدفين اﻷول ضد النرويج يوم 10 يونيو والثاني أمام اسكتلندا يوم 23 يونيو 1998. الكوديم، بعد هذه المسيرة الغنية بالعطاء، هاهو ينزل إلى القسم 1 هواة، ملتحقا بذلك بفرق كان من لها باع طويل وتاريخ حافل، نذكر فريقي المحمدية الشباب والاتحاد، نهضة سطات، سطادالمغربي ، تواركة، اتحاد وجدة، نجم الشباب، الصاعد للقسم 1 هواة ... فهل يعود الكوديم في أسرع وقت إلى القسم الذي غادره، في أفق الارتقاء للقسم الأول، الذي تركه يوم 2 يونيو 2013؟.