حقق المغرب، منذ يومين،خطوة ديبلوماسية جد مهمة،من خلال المسار الذي بدأت تسجله العلاقات المغربية النيجيرية(أكبر بلد إفريقي،من حيث تعداد السكان)، الذي ترجمه اللقاء الرسمي،الذي استقبل خلاله الرئيس النيجيري الجديد،المنتخب منذ شهور قليلة، محمد بخاري، بالعاصمة أبوجا، كلا من الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون،ناصر بوريطة ومدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات ياسين المنصوري. وهو اللقاء،الذي جاء ليتوج، مسارا تعاونيا بين البلدين، دشنته مشاريع اقتصادية واعدة بين المغرب ونيجيريا. وهي المشاريع،التي تؤكد فعالية الاستراتيجية الإفريقية الجديدة للمغرب، المتأسسة على خيار التعاون جنوب - جنوب، بروح «رابح - رابح». وسائل الإعلام بأبوجا،خصصت متابعة غير مسبوقة للتطورات الإيجابية للعلاقات بين المغرب ونيجيريا، معتبرةأنها تدشن لمرحلة تحول تعد بالكثير،خاصة من خلال الرهان على مشاريع صناعية وتعاونية مهيكلة جديدة، ترتبط بالتعاون التقني بين الغاز النيجيري والفوسفاط المغربي، بما سيكون له أثر جد إيجابي على سد الحاجيات الإفريقية الكبيرة، في ما يرتبط بالأسمدة الفلاحية. مثلما أن الخبرة المغربية في عدد من المجالات الخدماتية والخبرة النيجيرية في مجال الطاقة، ستكون واحدة من مجالات التعاون الممكنة بين الاقتصادين الصاعدين في إفريقيا. تجدر الإشارة، إلى أن تحركا ديبلوماسيا مغربيا مكثفا قد انطلق منذ أسبوع، شمل عددا من العواصم الإفريقية، ضمنها عواصم مغاربية (الجزائر وطرابلس)، يؤكد تحولات مهمة في الآلية الديبلوماسية للمغرب، خاصة في مجال ظلت بلادنا غائبة عنه لعقود، هو المجال الأنغلوساكسوني للقارة السمراء. وهي التحركات التي ستكون لها نتائج إيجابية، ليست المحطة النيجيرية سوى واحدة من عناوينها البارزة، المؤثرة والدالة.