مباشرة بعد فتح أبواب ملعب المركب الرياضي مولاي عبد لله بالرباط تقرر إغلاقه من جديد بداعي إصلاح أرضيته المتضررة حسب إدارته، وهو القرار الذي سيجعل فريق الجيش الملكي مطالبا بالبحث عن ملعب بديل لإجراء لقاءاته لتزداد معاناته بعد موسم كامل من التنقل، كما فرض على الوداد البحث بدوره على ملعب للاستقبال نتيجة الاستمرار في إغلاق ملعب مركب محمد الخامس الذي حطم كل الأرقام القياسية في الإصلاحات. هي ظاهرة مغربية بامتياز لا تجدها في أي ملعب من ملاعب العالم، رغم الحرارة المفرطة في بعضها والبرودة والأمطار المتواصلة في أخرى، أصبحنا معها لا نفهم إن كان الموضوع متعلق بغياب الخبرة الخاصة بالصيانة، أم بالشركات المعنية بإدارة الملاعب الوطنية أم بحقيقة الصفقات التي نجهل كيف تتم، وكيف تمنح لشركات لم تقدر على صيانة عشب ملعب في ظروف مناخية غير مؤثرة. الغريب في الموضوع، أن المشكلة تتكرر باستمرار وكأنها عادية، دون أن نسجل ولو تدخلا واحدا من أي جهة معنية تحاول على الأقل فهم ما يجري، والسؤال حول الملايين التي تم صرفها في كل الإصلاحات السابقة، خاصة وأن القضية أصبحت مستفزة لعلاقتها بأموال عامة تتم بعثرتها دون حسيب أو رقيب، هذا دون الحديث عن الفرق التي تزداد معاناتها كل موسم، إن تعلق الأمر بالبحث عن ملعب أو بما يترتب عنه عجز مالي، وخير مثال على ذلك، فريقي الرجاء والوداد مع الحالة الغريبة لملعب مركب محمد الخامس الذي لا نظن أن ملعبا واحدا في العالم سجل نفس حالات الإغلاق التي تعرض لها ومازال. المضحك في موضوع ملعب مركب مولاي عبدالله هو أن الإغلاق ناتج عن الحرارة التي أثرت على عشبه، وهنا لا نفهم طبيعة عشب يتأثر بالحرارة ويتأثر أيضا بالأمطار والبرودة، وكأن إدارة الملعب، ربما تريد من المسؤولين عن الشأن الرياضي أن يبنوا ملعبا في المريخ، أو في أي مكان من المجموعة الشمسية لا يتأثر بعوامل الطبيعة. قضية إغلاق الملاعب متعلقة أساسا بسوء التدبير وبإسناد أمور الصيانة لأناس لا يمتلكون أي تجربة، وبأمور أخرى قد يحين الوقت للنقاش فيها.