1.16 مليار ورقة نقدية في السوق المغربية بقيمة 150 مليار درهم

يتم حاليا تداول 1 مليار و 160 مليون ورقة نقدية في السوق وتبلغ القيمة الإجمالية للعملة الوطنية المتداولة 150 مليار درهم، منها حوالي 1 في المائة فقط قطع نقدية معدنية. وسواء تعلق الأمر بعدد الأوراق أو بقيمتها، فإنها ترتفع سنويا بمعدل 7 % وتتوفر دار السكة التابعة للبنك المركزي المغربي على آليات متطورة تجعل المغرب يعتبر ، إلى جانب كل من جنوب إفريقيا ومصر، إحدى الدول الإفريقية الثلاث الأكثر تطورا في مجال طباعة العملات وفق المعايير الدولية للجودة والسلامة والأمن. أما على مستوى تنقية السوق من الأوراق المزورة أو التي تقادمت أو تعرضت لتشوهات، فإن المؤسسة تتوفر على 12 آلة منها 10 ألمانية و 2 يابانية وبذلك فإن بمقدورها أن تعالج وتفرز 400 ألف ورقة نقدية في اليوم. ومن مزايا هذا التطور تراجع نسبة تزوير الأوراق المالية ما بين 2009 و 2010 بنسبة 33 % وتسجيل معدلات تزوير تقل بكثير عن تزوير العملة الأوربية الأورو والبالغة حوالي 45 ورقة من أصل كل مليون ورقة نقدية.
في رواق دار السكة بالمعرض الدولي للرقميات وفنون الطباعة والتغليف، وضعت عينات من المكعبات المحصل عليها بتجميع وضغط جزيئات الأوراق التي تعرضت للإتلاف. ومن خلال الشروحات المحصل عليها ،تبين أن هذه المكعبات التي تنتهي في أفران معامل الإسمنت، تقلص القيمة المالية للأوراق النقدية المعالجة من ملايير الدراهم إلى صفر درهم، كما أنها تجعل من شبه المستحيل إعادة تركيب ورقة واحدة من مجموع الأوراق التي تم إتلافها. ومن منطلق أن الهدف من مشاركة المؤسسة في الدورة السابعة للمعرض الدولي للرقميات وفنون الطباعة والتغليف هو تحسيس المواطن بالجوانب التي يمكن اعتمادها في التمييز بين الأوراق الصحيحة والأوراق المزورة، فقد تم النصح باعتماد 3 مؤشرات:
1 - اللمس: ذلك أن الطباعة بارزة في المنطقة التي تحمل صورة جلالة الملك
2 - الصوت: ذلك أن الورق الخاص المصنوع من القطن يعطي عند طيه وتحريكه صوتا متميزا
3 - الميلان: فعند تغيير زوايا الميلان عند مراقبة الورقة، يتغير لون العلامة المميزة المرسومة عليه.
وإلى جانب هذه المؤشرات الأساسية ،هناك مؤشر الرؤية في مواجهة الضوء حيث تظهر الصورة المائية وخيط الأمان والرقم المحدد لقيمة الورقة.
المراقبة المعتمدة على هذه المؤشرات تبسط عملية التمييز، ومع ذلك فإن والي بنك المغرب أخضع البنوك في قراره الصادر في دجنبر 2009 إلى المراقبة الآلية لكل الأوراق التي يتسلمونها لتجنب إعادة ما يمكن أن يكون منها مزورا للتداول في السوق الوطنية. وبعد أن دخل هذا القرار حيز التنفيذ فمن المرتقب تعزيز وسائل المراقبة بقرارات جديدة.
وعند التطرق إلى باقي المهام التي تنجزها دار السكة، تبين أن التجهيزات المتوفرة تسمح بطباعة حوالي 8000 جواز سفر في 8 ساعات، وهذا معناه أن القدرة على تلبية كل طلبات وزارة الداخلية المتعلقة بطباعة جوازات السفر البيومترية ممكنة برفع عدد ساعات العمل. وإلى حدود الآن، فإن الطلب يتراوح بين 6 آلاف و 7 آلاف ويرتفع عادة في فصل الصيف، وبصفة عامة فإن حوالي 80 % من الطلبات المتوصل بها من وزارة الداخلية، في ملف إلكتروني مشفر وفق أحدث التقنيات، تنجز في أقل من 48 ساعة وفي أقصى الحالات، فإن المدة لا تزيد عن أسبوع واحد. وإذا ما طلب من دار السكة طباعة بطاقات التعريف الوطنية، فإنها جاهزة لذلك بالجودة المطلوبة وبأسعار تنافسية.
دار السكة التي تطبع كذلك الوثائق المؤمنة وأذونات الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك، تطبع أيضا شيكات الخزينة ووكالات بنك المغرب وبعض المؤسسات العمومية كصندوق الإيداع والتدبير، مصممة على تطوير نفسها لتحسن موقعها العالمي وبذلك فإنها مصممة على مواكبة التطور لتعزز موقعها العالمي كواحدة من الستين الأوائل إلى رتبة جد متقدمة. ففي تقدمها حماية للنظام النقدي المغربي ودعامة قوية للنظام الاقتصادي، وانفتاح نحو العالم الخارجي إذ يمكن طبع عملات دول أخرى على غرار ما تحقق في منتصف التسعينيات مع سوريا.