تسللت إلى الحملة حول الاستفتاء على الدستور بعض المظاهر التي لا يمكن القبول بها أبدا وتحت أية ذريعة. فقد شاهدنا خياما تنصب، وتقام بها منصات لراقصات أكل الدهر عليهن وشرب .. ورقص أيضا طويلا، وهن يرددن، بأصوات مبحوحة، كلاما يكاد يكون دعوة إلى السهر.. في حين خرجت التعاريج والأجواق التي يحوم حولها الباحثون عن «تقصيرة» ، أكثر ما يقصدها المواطنون. إن مثل هذه المظاهر، وهي معزولة وتتعلق بذيول بعض الأحزاب التي نعرف أسباب نزولها، لا تحتقر المواطنات والمواطنين فقط، بل تخدش مصداقية العملية الاستفتائية وتكشف النزوع التحقيري الذي يحرك الساهرين (أو المقصرين) على الأحزاب المعنية. المواطنات والمواطنون يمجّون مثل هذه السلوكات والمظاهر، ولكنهم يأسفون لأنها مازالت قائمة في بعض العقليات. ولا بأس من أن نشعرهم بأن حريتهم تقف عند المعقول السياسي للحظة التي نعيشها وليس للوجود بالعدم عبر مكبرات صوت ماخورية! فمن الاحترام الواجب للمغرب ولملكه ولأسمى قانون فيه، أن يلتزم هؤلاء بالمعقول وبالجدية، وبالحد الأدنى من المسؤولية، عوض إعطاء صورة غير مطمئنة للناس هنا وهناك.