قارب كل من الباحثين عبد الله ساعف،محمد الطوزي، عبد الفتاح الزين، نور الدين الزاهي ومصطفى ماضي من الجزائر، خلال مشاركتهم في ندوة «السوسيولوجية العربية وتحولات المجتمع» التي نظمت على هامش المعرض الدولي للنشر والكتاب، البحث السوسيولوجي والتحولات المجتمعية، مشيرين أن البحوث والدراسات الميدانية والمونوغرافية لا تقدم معرفة دقيقة بطبيعة المجتمع، وأنه بدون تراكمات معرفية يقوم الباحثون بتوزيع تأملات نظرية بخصوص مجموعة من الظواهر المجتمعية. في حين، اعتبر الباحث الجزائري مصطفى ماضي «أن العلوم الانسانية والاجتماعية تم تعريبها بشكل كامل بعد أن همشة وأصبحت خدمة اجتماعية». وتناولت المداخلات الخمس واقع الباحث السوسيولوجي سواء في علم الاجتماع أو الاقتصاد أو السياسة، مجمعين على أن موقعه أصبح يوازي الانسان العادي والصحافي في تحليلاته ومقاربته. ومن منطلق سؤال «هل يعقل أن يفاجئ الباحث السوسيولوجي بالواقع الحالي الذي يعيشه العالم العربي من حراك اجتماعي؟»، اعتبرت المداخلات أن أغلب الكتابات التي واكبت الاحتجاجات التي عرفها الشارع العربي لا تخرج عن ما يسمى بعلم الاجتماع التصويري حيث تباينت المفاهيم وتنوعت أدوار السوسيولوجي، لتظل هناك حلقة مفقودة تتمثل في ماهي الشروط التي تجعل من تحول انتقال حدث فردي يومي إلى حدث اجتماعي ومجتمعي، وهل هناك قطيعة أم ثورة مؤسسة لمرحلة جديدة، هي عبارة عن ثورة استدراكية، معتبرة أن معطى «المفاجأة» الذي تحدثت عليه مجموعة من الدراسات غير دقيق ، لكون هناك حلقة مطبوعة بالصمت اتجاه الدوافع الحقيقية التي أدت الى هذه التحولات المجتمعية، وبالتالي أفرز هذا الواقع غياب نقاش حقيقي حول هذه التحولات المجتمعية. كما قدمت المداخلات الخمس مجموعة من التساؤلات تمحورت، حول المجتمع المدني هل هو الذي يصنع السياسة؟، عن أي علوم اجتماعية عربية نتحدث هل هي التي تنجزها مراكز البحوث؟، كيف تعاملت العلوم الاجتماعية مع جميع الاحداث، وهل نحن أما ثورة أم لا؟، معتبرة سؤال «الحدث الفردي يصبح حدثا اجتماعيا» سؤالا مهما.. فيما حاول المتدخلون تقديم تصور يسعى إلى إعمال مقاربة تاريخانية لتفكيك هذه التحولات المجتمعية، وذلك من خلال انتاج معطيات وتنظيفها وإعادة طبخها من خلال التساؤلات والفرضيات التي تحكمها مهنة الباحث السوسيولوجي. وفي سياق آخر، أشارت المداخلات، أنه ليس هناك إطار علمي للتداول العلمي للإشكالية والنقد حيث يكون هناك معيار أساسي للنقد والبحث فيها. كما تناولت المداخلات الأدبيات التي تمحورت حول التحولات المجتمعية، حيث وصفت مواكبة بعضها بالأنية والمتسرعة، محددين أن هناك فرق شاسع مابين المتتبع المتسرع والباحث الذي ينتسب إلى البحث السوسيولوجي، مقدمة مجموعة من الملاحظات حول هذه الأدبيات، معتبرة أنها كتبت بلغة باردة، وأن الادبيات المتراكمة حول الحراك الاجتماعي تنزع ما بين المعالم التاريخية الكبرى من الثورة الفرنسية وربيع براغ، استعمال مفاهيم كالسلطوية الجديدة، الاستبداد، الحراك..