كشف شباب "جيل زد" عن الخطوط العريضة للإصلاح الذي ينشدونه، والذي يبدأ باستقالة الحكومة التي أخلفت وعودها، إلى جانب القيام بإصلاح جذري وشامل لعدة قطاعات، على رأسها الصحة والتعليم والقضاء، وخلق فرص الشغل، ومحاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية. وتفاعل الشباب في بيان حول الإصلاحات التي يريدونها، مع دعوات الحكومة للحوار، وأكدوا أن حركتهم لم تولد من حزب ولا من تنظيم ولا من جهة، بل هي صرخة وطنية شبابية نابعة من واقع يعيشه جميع المغاربة، لذلك، لا يمكن لأي شخص أو مجموعة أن تنصب أو تكلف بتمثيل المواطنين أو التحدث باسمهم، لأن هذه المطالب مطالب شعب بأكمله، لا فئة محددة.
وحسم شباب جيل زد بأن الحوار مع الحكومة الحالية لا معنى له، لأنها حكومة في نهاية ولايتها، وقد بنت برامجها الانتخابية أصلاً على نفس المطالب التي يرفعونها اليوم، لكنها أخلفت الوعود ولم تلتزم بتعهداتها. و"قد انتهى الوقت للمناورات "السياسية، وآن أوان الحساب والمساءلة. واعتبر البيان أن النموذج التنموي الجديد الذي جاء بعد مشاورات وطنية واسعة، قدم خارطة طريق واضحة لبناء مغرب العدالة الاجتماعية والكرامة الاقتصادية، إلا أن تقريره، بكل ما حمله من آمال وأهداف لم يتم تنزيله من طرف الحكومة الحالية، التي اكتفت بالشعارات، وتجاهلت جوهر الإصلاح، وبذلك، ليست المشكلة في الحوار كمفهوم، بل في فقدان الثقة في المتحاور والشك في قدرته أو رغبته في التنفيذ. وأعلن الشباب عن فقدانهم الثقة الكاملة في الحكومة الحالية التي فشلت في الوفاء بوعودها الانتخابية وفي الاستجابة للمطالب الاجتماعية العادلة للمواطنين، محملين المسؤولية المشتركة للأحزاب السياسية، سواء المشاركة في الحكومة أو المعارضة لغياب دورها في المراقبة والمساءلة والدفاع عن مصالح المواطنين. وطالب الشباب بالاستقالة الفورية للحكومة الحالية، باعتبارها فقدت شرعيتها، مؤكدين أن احتجاجاتهم سلمية، ومسؤولة ووطنية، وأنهم ماضون في التعبير الحضاري عن مكالبهم إلى أن يتحقق الإصلاح الحقيقي. وقدم البيان الخطوط العريضة الأولوية للإصلاح، والتي تتضمن إصلاحا جذريا لمنظومة التعليم بما يضمن تعليما مجانيا، وعصريا، وعادلا في الفرص، ويربط التكوين بسوق الشغل ويعيد الاعتبار للمدرسة العمومية والمعلم. ودعا ذات المصدر إلى إصلاح شامل لقطاع الصحة عبر رفع ميزانية الصحة، وتوفير مستشفيات مجهزة وموارد بشرية مؤهلة، وضمان الولوج إلى العلاج لكل المواطنين بكرامة وعدالة. كما شدد البيان على ضرورة بناء قضاء مستقل ونزيه يضمن المساواة أمام القانون، ويحمي الحقوق والحريات، ويقطع مع كل أشكال الفساد أو التدخل في العدالة. وطالبت حركة "جيل زد" بخلق فرص شغل حقيقية للشباب عبر سياسات تشغيلية جريئة، دعم المقاولات الصغيرة، وتحفيز الاستثمار المنتج، وتشجيع المبادرات الذاتية والتكوين المهني الجاد ودعت إلى تطهير المؤسسات العمومية والإدارية من الفساد والزبونية، وتعزيز مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، مع تفعيل المساءلة الفعلية لكل من أخل بواجباته أو استغل منصبه. كما تضمنت الخطوط العريضة للإصلاح تحقيق العدالة في توزيع الموارد والتنمية المجالية من أجل مغرب متوازن بين المدن والقرى، بين المركز والجهات، وتحقيق الإنصاف في المشاريع والبنيات التحتية والخدمات العمومية. وشدد البيان على ضرورة إشراك الشباب في القرار عبر فتح المجال أمام الكفاءات الشابة لتولي المسؤولية السياسية والإدارية، وتمكينها من المشاركة الفعلية في صياغة السياسات العمومية وصناعة المستقبل. وخلص شباب "جيل زد" في بيانهم إلى التأكيد على أن صوتهم ليس صرخة غضب عابرة، بل نداء وطني صادق لاستعادة الثقة بين الدولة والمواطن.