تحتفل الأوساط الثقافية في ألمانيا والعالم هذه الأيام بالذكرى الخمسين لوفاة الكاتب والشاعر الألماني الشهير هيرمان هيسه (1877 /1962) الذي كان رائدا في «أدب التجربة» ومبدعا بأسلوبه الشاعري المتميز. واستحضرت الصحافة الألمانية على امتداد هذا الشهر عددا من أعمال هيسه الذي توفي في التاسع من غشت/آب عام 1962 والذي اشتهر في العالم العربي حيث يعد من أكثر الكتاب الألمان الذين ترجمت كتاباتهم إلى اللغة العربية. وأصدر هيسه 12 ديوانا شعريا. وتوجد قصائده في معظم أنطولوجيات الشعر الألماني إلا أن صاحب «عودة زردشت» (1919) وجد نفسه في الرواية أكثر عطاء. وتبقى رواية «لعبة الكريات الزجاجية»? التي كتبها ما بين 1931 و1942 هي الرواية الأشهر له حيث نوهت بها الأكاديمية السويدية في تبرير منحه جائزة نوبل سنة 1946 ثم حصل على جائزة غوته? ووصف بعض النقاد هيسه بأنه أحد أبرز روائيي القرن العشرين? وواحدا من أهم الأدباء الألمان منذ عصر النهضة. كما كان هيسه رساما مبدعا حيث لعبت هذه التجربة دورا هاما في تطوير لغته البصرية وفي تشكيل رؤيته وفهمه لوظيفة الفن وعلاقته بالأدب. وفي مونتاغنولا بسويسرا أبدع في الرواية والرسم وأقيم له بهذه القرية متحف صغير تكريما له حيث يقدم فكرة عن حياة الأديب العبقري الذي كان متأثرا بروح المكان عبر كتب كان يحتفظ بها لغوته وجان بول سارتر ومجموعة من الرسائل التي تلقاها من شخصيات معروفة آنذاككتوماس مان وسيغموند فرويد وكونراد أديناور. كتب هيسه إضافة إلى رواياته ومجموعاته الشعرية حوالي 3000 مراجعة أدبية ونقدية و35 ألف رسالة شخصية? وأتم رسم حوالي 3500 لوحة مائية معظمها للأماكن التي كان قد عاش فيها وأحبها.