أكيد أن المحققين في لغز وفاة المواطنة نجاة أبو يعقوب، بمنطقة الكارة بجماعة أم الربيع، ضواحي مريرت، إقليمخنيفرة، قد وجدوا أنفسهم في دوامة بلا ضفاف، هذه المواطنة التي انتشر خبر وفاتها المفاجئة كالنار في الهشيم بين أوساط قبيلتها، قبل إشعار الدرك بالحادث على أساس أن المعنية بالأمر وضعت حدا لحياتها شنقا، لتتسع التأويلات والتخمينات حول أسباب وظروف الحادث المأساوي، حيث مال الكثيرون إلى استبعاد فرضية التشديد على أن الهالكة تكون قد قُتلت وعمد قاتلها إلى جعلها «منتحرة» لتضليل المحققين، حسبما يبدو من خلال المؤشرات والملاحظات الأولية التي حملت الجميع على عدم تصديق رواية الانتحار. الحادث حمل مختلف المهتمين إلى النبش في تفاصيله التي كانت أشبه برواية رهيبة تجمع بين الرومانسية والتراجيديا، ولما تأكد المتتبعون، بعد مضي أزيد من أسبوعين، أن المتوفاة قد لقيت مصرعها في جريمة قتل، كانت مفاجأة الجميع كبيرة عندما أكدت التحقيقات أن شقيقها وأمها كانا على دراية بالأمر، وأنهما عمدا، على ما يبدو، إلى المشاركة في أجواء البكاء ومراسيم التشييع والدفن واستقبال المعزين بطريقة طبيعية للغاية. أفراد من الدرك انتقلوا إلى عين المكان، حيث تمت معاينة جثة المعنية بالأمر، وبجوارها قطعة حبل زعموا أن المتوفاة استعملته في شنق نفسها عن طريق ربطه بشجرة، وتمت إزالته من رقبتها في محاولة لإنقاذ حياتها، حسب ادعاءات المبلغين عن الحادث، وبعد التقاط المحققين صورا للمتوفاة، وتحرير محضر في الموضوع على أساس أن الحادث يتعلق أول الأمر ب»عملية انتحار»، نقلت جثة الهالكة إلى المستشفى الإقليميبخنيفرة، ومنه إلى مكناس لعرضها على الطبيب المختص في التشريح، قصد الكشف عن أسباب الوفاة الغامضة. وصلة بالموضوع، لم يفت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» تأكيد وجود أثار ضرب كانت بارزة على جسد المعنية بالأمر، وخدوش على مستوى الوجه، وجرح في مؤخرة الرقبة ل»تثبيت» رواية الانتحار والإفلات من المساءلة والعقاب، حسب مصادرنا، وقال أحد المتتبعين أن ما أسماه ب»الجاني» قد «تناسى أن الانتحار شنقا يترك آثارا على مستوى الحنجرة وليس مؤخرة الرأس التي عمد إلى جرحها بهدف التضليل»، وربما تأكدت صحة حديث البعض قالوا فيه إنهم شاهدوا المتوفاة في عرس قبل وفاتها، وكان طبيعيا أن تأخذ القضية منحى باتجاه تأكيد وجود شبهة جنائية وراء لغز الوفاة، واستبعاد حكاية الانتحار الوهمي.