هل تتوفر جماعة الواليدية فعلا على مصلحة لحفظ الصحة ؟ وهل الجماعة متعاقدة مع طبيب بيطري ؟وهل السلطات المسؤولة مهتمة فقط بالمنتجع وتهمل مادون ذلك ؟وإلى أين تتجه الفوضى التي يعرفها السوق الأسبوعي ؟ وما الجدوى من وجود جماعة لاسلطة لها على مايعرفه السوق من «أمراض» لاتنقصها إلا أرجل تمشي عليها في الوقت الذي يكتفي مسؤولوها باستضافة زائريها بالأوساخ وانعدام أدنى شرط من شروط النظافة؟ لم يتوقف سكان منطقة الواليدية منذ مدة عن مراسلة كل الجهات المسؤولة لإثارة انتباهها الى الوضعية الكارثية التي يوجد عليها السوق الأسبوعي، منذ أكثر من عشرين سنة ، خاصة من حيث انعدام النظافة التي أضحت غائبة في عدة أماكن به، حيث تتعرض المواد الغذائية كاللحوم لكل أنواع الأوبئة والأمراض، الناتجة عن تراكم الأزبال وماتجلبه من حشرات محملة بكافة أنواع السموم، علما بأن بعض الطاولات التي يعرض فوقها اللحم تظل بالسوق طيلة الأسبوع، بل إن منها من ظلت هناك ما بين 10 إلى 20 سنة تقريبا ينام فوقها الكلاب والقطط ويقتاتون مما يظل عالقا بها من بقايا اللحم مما قد يسبب للمواطنين من أمراض. السوق الأسبوعي لجماعة الوليدية من يلجه لأول مرة سيتفاجأ بضيق الممرات ، حيث يكون الإزدحام من بين أهم مميزاته مما أهل الكثير من محبي الممارسات السيئة الى اعتباره فضاء خصبا يتفنن فيه اللصوص وذوو القلوب المريضة الذين يستغلون الزحام لممارسة الإحتكاك بالنساء والتحرش بهن، أما بعض الحمالين أصحاب العربات الحديدية، فإن لم يكن المرء حذرا فإنه يكون هدفا لضربة عنيفة في منطقة جد حساسة من جسمه تليها في كثير من الأحيان عبارة « اسمح لي» كأسلوب يحمي به نفسه من المصابين في مثل هذه الحوادث أو من اعتقال محتمل يقوده إلى مخفر الدرك الملكي. هكذا يستقبل فضاء السوق الأسبوعي للوليدية الذي يصادف بداية عطلة نهاية الأسبوع، زواره وزبناءه ورواده، بل ويستقبل حتى زبناء أجانب من جنسيات مختلفة، لكنهم يبدون أكثر حذرا وهم يلجون فضاء ربما لم يشاهدوا مثيلا له في مختلف بقاع العالم التي زاروها، عيون ترمقهم من كل جانب وتفحص أجسادهم من الرأس إلى أخمص القدمين، تلتقط عدسات كاميراتهم كل مشهد يثير انتباههم، ثم ينشرونه لدى عودتهم إلى بلدانهم في مواقعهم وجرائدهم وقنواتهم، لتصنف فيما بعد بلادنا في المراتب الأولى ضمن لائحة البلدان المتخلفة. وبغض النظر عما يجري ويدور داخل السوق من ممارسات تظل بعيدة عن أعين السلطات كالمتاجرة في المواد المنتهية الصلاحية، ومواد غذائية فاسدة وأعشاب طبية يحتال بها على المرضى من فقراء المنطقة، فإن ما تتقزز منه النفس هو تلك المشاهد التي يخلفها السوق عند نهايته في المساء، كلاب ضالة بالعشرات تتجول وسط محلات الجزارة التي شيدت منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث تصعد فوق الطاولات الخشبية التي عفا عنها الزمن ثم تقوم بالتهام ما تبقى من أجزاء صغيرة من اللحم مخلفة لعابها لتستعمل هذه الطاولات مرة أخرى من غير تنظيف من طرف الجزارين في غياب المراقبة الصحية وفي غياب اهتمام المسؤولين بالشأن الصحي للمواطنين. أكوام من الأزبال هنا وهناك مكونة من ريش الدجاج وأمعائه التي جلبت أسرابا من طيور مالك الحزين واللقلاق، وطيور أخرى اصطفت على حائط السوق تنتظر انصراف البشر لتختلي بما يجود عليها السوق، من مخلفات الحيوانات والطيور وأشياء أخرى، أما بجنبات السور المحيط بالسوق فتلك كارثة أخرى. هذا وقد صرح عدد من الأشخاص ممن يمتهنون الجزارة للإتحاد الإشتراكي أن الشركة المفوض لها تدبير النظافة في الوليدية لا تقوم بتنظيف السوق وجمع الأزبال التي يخلفها التجار، مما اعتبر ، حسب رأيهم، إخلالا بالاتفاقية المبرمة بين الشركة المفوض لها تدبير النظافة والجماعة، وعبروا عن رغبتهم في الاهتمام بالسوق ومحاسبة المسؤولين عن تردي وضعيته، وناشدوا كل الغيورين على هذه المنطقة ، من أجل التعاون لإنقاذ السوق الأسبوعي من الفوضى والتدبير العشوائي.