افتتحت، اليوم الإثنين، الدورة التاسعة لمنتدى شمال إفريقيا لحكامة الأنترنت (NAIGF) بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، تحت شعار "بناء مستقبل رقمي بمشاركة الجميع ولأجل الجميع". ويتمحور هذا الحدث، الذي يتواصل إلى غاية 26 نونبر الجاري، حول مواضيع متصلة بحكامة الأنترنت على الصعيدين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى قضايا تهم حماية المعطيات، والأمن السيبراني، ودور النساء والشباب في الانتقال الرقمي. وأكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، آمال الفلاح السغروشني، بالمناسبة، أن هذا الحدث يعكس التزام بلدان شمال إفريقيا لفائدة فضاء رقمي منصف وآمن ومبتكر، مشيرة إلى أنه ينعقد في سياق دولي يشهد تحولات عميقة في نظام حكامة الإنترنت. كما شددت على أن المملكة المغربية، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبنت رؤية واضحة وطموحة لانتقالها الرقمي، بهدف تعزيز فعالية الإدارة، وتيسير الولوج إلى الخدمات العمومية وفق مقاربة مندمجة، وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد. وذكرت الفلاح السغروشني، في هذا الصدد، بالمشاريع والاستراتيجيات الرئيسية التي تنكب عليها الوزارة، مؤكدة أن التعاون الإقليمي يعد عاملا حاسما في تطوير سيادة رقمية مشتركة قادرة على التصدي للتحديات التي تواجه شمال إفريقيا، وعلى تطوير مقاربات مشتركة متوافقة مع المبادرات الدولية. من جهته، أبرز رئيس منتدى شمال إفريقيا لحكامة الأنترنت، أحمد فرح، التقدم الذي أحرزته الأنترنت والتغييرات العميقة التي أحدثتها، وكذا المحاور الأساسية التي سترتكز عليها أشغال المنتدى على مدى ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن المنتدى يتوخى تقديم حلول مصممة حسب الحاجة للتحديات التي تواجه بلدان شمال إفريقيا، وذلك بغية تعزيز قدراتها. كما أكد أن الحكامة الرقمية تقوم على المسؤولية المشتركة، والتعاون العابر للحدود، وكذا الإرساء التدريجي للثقة الرقمية بين مختلف الأطراف المعنية، مشيرا إلى أن بلدان شمال إفريقيا تمتلك القدرات اللازمة التي تمكنها من الاضطلاع بدور ريادي في هذا المجال، مستفيدة من توفر جيل من الشباب الموهوب، وتجارب وطنية ناجحة، ورغبة حقيقية في الانتقال إلى اقتصاد رقمي متطور. من جانبه، أشار رئيس أمانة الأممالمتحدة لمنتدى حكامة الإنترنت، شينغيتاي ماسانغو، إلى أن الاستخدام الناجع للتكنولوجيات الرقمية يعتمد على الانفتاح والتعاون والانخراط الراسخ لمختلف لأطراف المعنية، مؤكدا أن المنتديات الإقليمية توفر فضاءات للحوار بين مختلف الفاعلين، وتعبئ المجتمعات للمساهمة في تشكيل الانتقال الرقمي. ويعد منتدى شمال إفريقيا لحكامة الأنترنت، الذي أحدث بمبادرة من مجتمع الأنترنت عبر جمعيته التأسيسية التي انعقدت في تونس بتاريخ 17 شتنبر 2012، فضاء إقليميا متعدد الأطراف للحوار السياسي حول القضايا الرئيسية والمستجدة بشأن حكامة الإنترنت، وذلك بهدف تعزيز استدامة الإنترنت، ومتانتها، وأمنها، واستقرارها، وتطويرها. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا المنتدى في وضع مخطط عمل إقليمي منسق، وتيسير تبادل الخبرات حول حكامة الأنترنت على المستوى العالمي، وتمكين الأطراف المعنية في منطقة شمال إفريقيا من المشاركة في النقاشات المتعلقة بحكامة الإنترنت.