قال عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، «إن مغاربة العالم بألمانيا يشكلون نموذجا ناجحا في الاندماج في بلد الإقامة، ويساهمون في التقدم والتنمية فيه، باعتبار أنهم كفاءات متعددة ومتنوعة تتواجد في مجالات اقتصادية واعدة». وأضاف بنعتيق، الذي كان يلقي كلمة في افتتاح الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بألمانيا المنعقد يومي 30 شتنبر و1 أكتوبر الجاري بمدينة طنجة، أن هذه الدورة الثالثة للملتقى تأتي في إطار تفعيل الجهة 13 للمقاولين مغاربة العالم، قصد تعبئة خبراتهم وتجاربهم وتمكينهم من ربط شراكات كفيلة بإنجاز مشاريع خلاقة وذات قيمة مضافة كبيرة. وفي السياق ذاته أبرز الوزير الاتحادي أن الملتقى تجسيد لهذه الدينامية التي أطلقتها الوزارة والعمل الجاد الذي تم القيام به بألمانيا بشراكة مع شبكة الكفاءات المغربية الألمانية، وذلك استجابة لتوصيات اللقاء الذي جمع هذه الكفاءات بدوسلدورف يومي 15 و 16 أبريل 2016 حيث سينكب على مشاريع وموضوعات محددة. واعتبر بنعتيق في هذا اللقاء الذي حضرته 100 كفاءة مغربية مقيمة بألمانيا تشتغل في عدة قطاعات واعدة، «أن الاندماج الناجح لهؤلاء المغاربة، يدل على ذكاء ألمانيا التي وضعت الثقة في المغاربة بعد أن عملت على تكوينهم ومتابعة تعليمهم في قطاعات صناعية وخدماتية وتجارية وعلمية…وهذا نموذج على أن الإدماج في البلد بإمكانه أن يعطي قيمة مضافة لبلد الإقامة». ومن جانبه أكد كريم زيدان، رئيس شعبة شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، بنفس المناسبة، «أن هذه الكفاءات المغربية تسعى للمساهمة في هذه الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب خلال السنين الأخيرة لنخدم بلدنا الأم ولكي يستفيد من خبراتنا وتجاربنا الميدانية». وأوضح زيدان، المهندس المختص في محركات السيارات بإحدى الشركات الكبرى الألمانية، أن الكفاءات ليست هي المعرفة والتكوين بل هي أن يعرف المرء كيف يوصل هذه المعرفة والتكوين للآخرين ويخدم بواسطتها بلاده ومواطنيه. كما استعرض مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، سياسة الدولة في مجال التنمية الاقتصادية، مبرزا أن المغرب في السنين الأخيرة في عهد جلالة الملك محمد السادس قد تخلى عن سياسة التصاميم الخماسية واستبدلها بسياسة الاستراتيجيات التي تشتغل على مشاريع محددة ومستمرة. وذكر العلمي، في هذا الصدد، بالمخطط الأخضر في القطاع الفلاحي، استراتيحية الطاقات المتجددة، مخطط «اليوتيس» في الصيد البحري ورؤية 2020 للسياحة … وهذه الاستراتيجيات وتنفيذ مشاريعها لها استمرارية بالرغم من تغير الحكومات. كما استعرض العلمي بعض المؤهلات والإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب، من بنيات تحتية كشبكة الطرق السيارة وميناء طنجة المتوسط الذي أحدث تغييرا اقتصاديا وطنيا وجهويا، بالإضافة إلى خمسة موانئ اخرى ثم مطارات دولية وسدود والأهم أيضا موارد بشرية مكونة على المستوى التقني، يقول الوزير. ولم تفته الفرصة لإبراز المستوى الذي وصل إليه المغرب بفضل المجهودات التي بذلت في مجال صناعة السيارات وقطاع «الالكترونيك» وقطاع غيار الطائرات والقدرة التنافسية التي بدأ يكتسبها في هذه المجالات. من جهته، أبرز العربي بن الشيخ، كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، التطور الذي عرفه المغرب على مستوى التكوين المهني لمواكبة سوق الشغل والتحولات الاقتصادية التي شهدها في المجال الصناعي والفلاحي والسياحي، وكذلك لمتابعة المشاريع الاستراتيجية التي يمتاز بها المغرب حاليا. وأوضح ابن الشيخ أن عدد المكونين في التكوين المهني انتقل من 54 ألفا إلى 550 ألف مكون، وفي شعب مختلفة لمسايرة متطلبات وحاجيات سوق الشغل ليصل عدد الشباب المكونين حاليا إلى مليون و 600 ألف شاب. وتدخل في هذا اللقاء سفير ألمانيا المعتمد بالرباط، وأكد على علاقات التعاون والصداقة المتميزة بين المغرب وألمانيا وتطورها الإيجابي. وعبر السفير عن دعم ألمانيا لكل المبادرات التي تأتي في إطار التعاون المغربي الألماني لما فيه خير البلدين ويصب في المصالح المشتركة. وشهد هذا الملتقى توقيع اتفاقيات ما بين شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا وبعض الشبكات من المجتمع المدني المغربي وجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، تهم مجال الصحة والأدوية ومجال البحث العلمي والتكوين. وتواصلت أشغال الملتقى على مدى يومي 30 شتنبر و 1 أكتوبر الجاري حول ثلاثة محاور، يتعلق الأول بالاستثمار وخلق المقاولات، والمحور الثاني يهم الطاقات والتكنولوجيات الحديثة أما المحور الثالث فيتعلق بالتربية والتكوين المهني.