العين تعشق وعين الفنان ترى اشياء لا ننتبه اليها في الحياة اليومية، عين الفنان المغربي الكبير عشقت احد النساء التي تبيع تذكارات بالمدينة القديمة حول المغرب « نحب المغرب» ،»دائما المغرب».وكأن هذه المرأة البسيطة توزع حب البلد. هذا الحب الذي جعل الفنان التهامي الندر يترك باريس وباقي العواصم العالمية التي يشتغل بها للاستقرار بالمدينة القديمة، اعاد تهيأة منزل طفولته ووضع به ورشة لتصوير. وانهمك في العمل، انجز معرضين لعمله سواء بالدار البيضاء او الرباط. لكن احد سماسرة الفن كسر هذا الحلم وهو ما جعل الفنان يبتعد ثانية عن دفئ البلد، بعيدا عن مدينته المحبوبة خوفا من الاسماك المفترسة التي ابتلي بها البلد. في حوار مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي» سوف ينشر عما قريب قال الفنان التهامي الندر حول بلده « ما عشته بالضاحية الباريسية احالني على جذوري ومكنني من اكتشاف انني سليل ثقافة تقليدية ألفية. في ثقافتنا ليس هناك صورة وكل شيء نتصوره. عندما نمر بدروب المدينة لا نرى شيئا ولكن احيانا عندما نفتح احد الابواب نكتشف دورا بجمالية وترتيب منقطع النظير. في اوربا نعيش في ثقافة حيث ان كل شيء يوجد في الصورة وفي المظهر. تصوري وطريقة عملي في التصوير ترتكز على هذا التوجه وعلى ارادة في الخروج من الصورة المعممة بالطريقة التي تمارس بالغرب. طفولتي البعيدة بالمغرب، كانت حاضرة دائما معي. عندما كانت امي تقوم بنسج الزربية التقليدية في المدينة القديمة بالدار البيضاء لم نكن نتوفر على الكهرباء. وكنت اقوم بإضاءة يديها بالشمعة عن قرب. لهذه الاسباب فحتى انا اصور عن قرب. وقمت بإخراج صوري بنفسي، وتعلمت ان التصوير هو فن ولا علاقة له بالصورة المحضة. هذا الفضل يعود الى ثقافتي الاصلية. الفن لا يتم تعلمه في المدارس ( انا مقاريش يقول الفنان) طريقة عملي، وطريقتي في استباق الاشياء والتحرك السريع هي اشياء تعلمتها في طفولتي بالزقاق الذي كنت اقيم فيه. ففي «الدريبة» تعلمت اشياء كثيرة في المدينة القديمة لدار البيضاء». الفنان عاد للاستقرار بباريس في انتظار مرور السحب ليعود الى دفئ البلد وفي انتظار ذلك فان هذه الصورة «حب المغرب» ترافقه في اقامته بعاصمة الانوار.وهي الصورة التي تنشر اول مرة وبجريدة الاتحاد الاشتراكي.