توجه مسرعا إلى المسجد وحمل مكبر الصوت الخاص بالأذان وصاح «الله أكبر الله أكبر اللهم إن هذا منكر»، طالبا النجدة والدعم من سكان الحي. إنه فقيه وإمام مسجد حي أوربيع ببني ملال الذي استعان بسكان الحي لثني السلطات المحلية عن هدم منزله الذي بناه بشكل عشوائي. وبمجرد ما شرعت اللجنة المختصة المكونة من القائد وبعض التقنيين في هدم جزء من مسكن الفقيه وإمام مسجد حي أوربيع، حتى هب السكان تلبية لنداء الفقيه، وهاجموا سيارة القائد التي كسروا زجاجها واعتدوا على القائد والتقني المرافق له. الحشود التي هاجمت السلطات رافقت الفقيه الذي أغمي عليه إلى المستشفى الجهوي ببني ملال ، ومن ثم تحول الحشد إلى مسيرة احتجاجية نحو مقر ولاية الجهة، حيث طالب المحتجون بحضور والي الجهة لتلبية مطالبهم. وما كان على والي جهة تادلة أزيلال إلا تلبية طلبهم والحضور لمحاورتهم حول إيجاد الحلول لربط مساكنهم بالماء الصالح للشرب والكهرباء، وكذا تبسيط المساطر الإدارية للحصول على رخص وتصاميم البناء في إطار لجنة مشتركة مكونة من ممثلي السكان ورؤساء المصالح الخارجية المختصة ستجتمع لهذا الغرض، ليتمكن الفقيه الإمام من إنقاذ مسكنه من الهدم بالاحتماء «بالسكان الطائعين» الذين قد يحشدون لمرات أخرى في مجالات أخرى...!