للمرة الحادية عشرة على التوالي، عانق شاطئ واد لاو شارة اللواء الأزرق، الذي تمنحها مؤسسة محمد السادس للبيئة والمؤسسة الدولية للتربية والبيئة. ورفرف اللواء الأزرق، يوم أول أمس الأربعاء، الذي رفع خلال حفل حضره على الخصوص رئيس جماعة واد لاو مصطفى مهدي وباشا المدينة، والبرلماني عن دائرة تطوان حميد الدراق، ونائبة رئيس جماعة واد لاو كريمة الملاحي، وعدد من المنتخبين وممثلي شركتي لافارج هولسيم وشركة أمانديس وفعاليات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة. واستحق شاطئ وادي لاو شارة اللواء الأزرق، التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والمؤسسة الدولية للتربية البيئية، للمرة الحادية عشرة على التوالي، نظرا لاستجابته للمعايير المحددة من قبل المؤسستين، خاصة ما يتعلق بنظافة الشاطئ ومجانية المرافق المحدثة وجودة الخدمات الشاطئية، والمحافظة على جودة مياه السباحة وتوفير المرافق الصحية والحراسة وعلامات التشوير، إضافة إلى ضمان ولوجيات مناسبة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة نحو الشاطئ. وقال رئيس جماعة واد لاو مصطفى مهدي، في تصريح صحافي بالمناسبة، إن هذا التتويج يأتي ليعزز مكانة شاطئ واد لاو والمدينة ككل، كفضاء سياحي وإيكولوجي بامتياز، ويؤكد مرة أخرى، مدى حرص الجماعة بمعية سلطات عمالة تطوان وباقي الشركاء على حظوة الشارة الزرقاء التي استحقها شاطئ المدينة منذ أكثر من عقد من الزمان. وأشار الرئيس، أن الحفاظ على هذه الشارة إحدى عشرة سنة تواليا، من شأنه الرفع من جاذبية المدينة وشاطئها، وتعزيز القطاع السياحي، وجعل المنطقة وجهة سياحية بالإقليم والمنطقة ككل. وأضاف مهدي ، أن المحافظة على الخصوصيات البيئية والمؤهلات الطبيعية للمنطقة وحماية البيئة تشكل بالنسبة للمسؤولين بالمنطقة، معطى أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة التي تعرفها المنطقة، مشيرا إلى أن رفع اللواء الأزرق بشاطئ واد لاو، يعد تحديا كبيرا، عمل المجلس الاتحادي على رفعه، منذ تقلد حزب القوات الشعبية مقاليد التسيير بجماعة واد لاو، وفي نفس الوقت تتويجا لمسار من العمل الدؤوب لكل مكونات المنطقة، وعلى رئسهم منتخبو المدينة. وأبرز المسؤول أن شاطئ مدينة وادي لاو عرف هذه السنة، وضع عدة تجهيزات ساهمت فيها مؤسسات خاصة وعامة، حيث تم تجهيزه بأكثر من 240 مظلة شمسية وضعت رهن المصطافين مجانا، بالإضافة إلى حوالي 60 حاوية قمامة، وعدة مسارات ومسالك مخصصة للمسنين وللأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى الحرص على تنظيف الشاطئ بشكل يومي، هذا إلى توفير مراحيض على طول الشاطئ ورشاشات وضعت رهن إشارة المصطافين وزوار المدينة، مشددا في ختام تصريحه على أن هذا التتويج ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة تضافر جهود جميع الشركاء والفاعلين والمعنيين، من أجل الحرص على احترام المعايير التي حددتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والمؤسسة الدولية للتربية البيئية، قصد الحصول على هذه العلامة المرموقة. وفي تصريح مماثل، أبرز النائب البرلماني عن دائرة تطوان حميد الدراق، أن مدينة واد لاو عرفت تطورا ملحوظا خلال العشرية الأخيرة، جعلتها تحتل مكانة متميزة بين الوجهات السياحية بالمملكة. وأضاف البرلماني الاتحادي عن دائرة تطوان، أن الاتحاد الاشتراكي كان ومازال له الفضل في مواكبة وترسيخ التطور الذي عرفته مدينة تطوان، حيث نقلها من قرية نائية إلى مدينة شاطئية، يحج إليها المغاربة من كل حدب وصوب. وأشار الدراق، أن البعد البيئي يعد ملفا يشغل بال المسؤولين الاتحاديين بجماعة واد لاو، وهو ما مكنهم من الحفاظ على شارة اللواء الأزرق لإحدى عشرة مرة تواليا، وهو رقم قياسي وطني، بل عملوا على «العض عليها بالنواجد». ، مشددا في ختام تصريحه، أن المدينة استحقت هذه الشارة في عهد الرئيس الراحل محمد الملاحي، حيث كانت أحد أهم هواجسه هو الحفاظ على هذه العلامة أو الشارة، وجاء الدور على الرئيس الجديد ومعه نائبته كريمة الملاحي، أخت المرحوم الملاحي، لحمل مشعل الدفاع عن هذا المكتسب، الذي لن يفرط فيه المكب المسير لجماعة واد لاو. هذا وكانت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، قد أفادت بأن 28 شاطئا وميناء ترفيهيا ستوفر السلامة للمصطافين، للاسترخاء خلال هذا الصيف، وذلك طبقا لشروط شارة اللواء الأزرق. ويتم منح اللواء الأزرق للجماعات المحلية التي تتحمل مسؤولية التدبير الكامل للشواطئ التي تدخل ضمن مجالها الترابي، بما في ذلك الصيانة والنظافة والتجهيز والسلامة، والتكوين، والتحسيس والولوج. وفي إطار هذه الجهود المهمة، يلعب برنامج «شواطئ نظيفة» دورا متميزا بدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية والقطاعات الوزارية المعنية، حيث إنه يتم هذا عن طريق تكوين المسؤولين الترابيين في مجال تدبير الشواطئ ووسائل التسيير والتوعية لتمكينهم من استقبال المصطافين في أحسن الظروف. كما أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تقوم بتقييم المرشحين لنيل شارة اللواء الأزرق وتنظيم حملات مراقبة فجائية خلال فصل الصيف. وبالإضافة إلى هذا، فإن الجماعات الترابية تحصل كذلك على مساندة المديرية العامة للجماعات الترابية والشركاء الاقتصاديين المعبئين من طرف المؤسسة، في إطار برنامج شواطئ نظيفة، على اعتبار أن هؤلاء الشركاء يمنحون الخبرة في مجال التسيير بالإضافة إلى الدعم المالي. هذا وقد تم إحداث علامة اللواء الأزرق من قبل المؤسسة الدولية للتربية البيئية سنة 1978، والتي تحتفل هذه السنة بالذكرى السنوية الخامسة والثلاثين لتأسيسه. وتضطلع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في المغرب بمسؤولية السهر على اللواء الأزرق، حيث أدرجته عام 2002 كجزء من برنامجها «شواطئ نظيفة». فبفضل مجهودات المواكبة الطويلة المدى لدعم الجماعات الساحلية، واصلت المؤسسة تطوير برنامجها وتكثيف جهودها في مجال التربية البيئية، وضمان حماية البيئة البحرية وصحة الإنسان وتحسين إمكانية الوصول إلى الشواطئ وتأمينها.