محمد وهبي: جاهزية المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة تتعزز قبل مواجهة إسبانيا
يواصل المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 20 سنة استعداداته في تشيلي للمشاركة في بطولة العالم، تحت قيادة المدرب الوطني محمد وهبي، في أجواء إيجابية يطبعها التركيز العالي والانضباط داخل المجموعة. الأشبال يستعدون لمباراتهم الافتتاحية أمام المنتخب الإسباني، في مواجهة قوية ستشكل اختبارا حقيقيا لقدراتهم الفردية والجماعية. الطاقم التقني بقيادة وهبي حرص منذ بداية التجمعات السابقة في أوروبا على التحضير لكل التفاصيل المتعلقة بالمشاركة في هذا الحدث العالمي، بما في ذلك التأقلم مع فارق التوقيت الكبير بين المغرب وأمريكا اللاتينية. وهبي أوضح، في تصريح للموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الجهاز الفني اشتغل على هذا الجانب مبكرا عبر برمجة معسكرات أوروبية اعتمدت على تعديل مواقيت النوم والاستيقاظ تدريجيا، حتى يسهل على اللاعبين التكيف مع الظروف عند الوصول إلى سانتياغو. هذه المقاربة العملية مكنت اللاعبين من تجاوز آثار فارق التوقيت بسرعة، إذ أكد المدرب أن معظم العناصر تمكنت من التعود على الإيقاع الجديد بعد يومين فقط من الوصول. ويُعتبر هذا عاملا أساسيا لتفادي الإرهاق الذهني والجسدي الذي قد يؤثر على المردود داخل البطولة، خصوصا في مباريات قوية مثل تلك التي تنتظر المنتخب أمام إسبانيا. المجموعة المغربية، رغم استقرارها النسبي، لا تزال في طور الاكتمال، حيث أشار وهبي إلى أن بعض العناصر ستلتحق بالفريق خلال الأيام المقبلة، وهو ما يفرض اعتماد برامج تدريبية فردية لضمان جاهزية الجميع في أسرع وقت. المدرب شدد على أن الطاقم التقني يولي أهمية خاصة لمستوى اللياقة البدنية، مع رفع الحمل التدريبي تدريجيا حسب جاهزية كل لاعب، في وقت بدأ بعض العناصر فعلا الارتقاء إلى مستوى شدة أعلى من التداريب، بينما لا يزال البعض الآخر بحاجة إلى وقت إضافي للتأقلم الكامل. وعن المواجهة الأولى أمام المنتخب الإسباني، أبرز وهبي أن التركيز منصب على الاستعداد الذهني والبدني بأفضل صورة ممكنة، مع الإيمان العميق بقدرة اللاعبين على رفع التحدي. وأضاف أن اللقاء سيكون بمثابة محك حقيقي لقياس مدى نضج الجيل الحالي من الأشبال، خصوصا أن كرة القدم الإسبانية تعد مدرسة رائدة عالميا، ما يمنح المواجهة طابعا خاصا من حيث القيمة الفنية والتكتيكية. المدرب الوطني أكد أن الهدف الأسمى يبقى تقديم صورة مشرفة عن كرة القدم المغربية التي حققت قفزة نوعية في السنوات الأخيرة بفضل تراكم التجارب على مستوى الفئات العمرية المختلفة. واعتبر أن مشاركة المنتخب في مونديال الشباب هي محطة إضافية لترسيخ هذه الدينامية، موضحا أن الطاقم التقني يعمل على غرس قيم الصبر والتركيز والانضباط التكتيكي لدى اللاعبين، حتى يكونوا قادرين على مجاراة إيقاع المنافسات العالمية. من جهة أخرى، يشكل الجانب الذهني عاملا أساسيا في هذه المرحلة التحضيرية، حيث يحرص المدرب وهبي على بث روح الثقة والطموح في نفوس اللاعبين. فالمشاركة في بطولة العالم ليست مجرد تجربة رياضية، بل هي أيضا فرصة لاكتساب شخصية تنافسية قوية والتأقلم مع ضغوط المباريات الكبرى. وهبي ختم تصريحه بالتأكيد على أن الطموح الكبير والثقة في إمكانيات المجموعة يشكلان الأساس الذي ينطلق منه الجهاز الفني، معتبرا أن كل الظروف اللوجستية والتنظيمية التي وفرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ستساعد المنتخب على التألق في هذا الموعد الكروي. ومع اقتراب صافرة البداية، تترقب الجماهير المغربية أداء جيل جديد من الأشبال، في أمل أن يواصلوا سلسلة النجاحات التي حققتها المنتخبات الوطنية في السنوات الأخيرة، وأن يبرهنوا على أن كرة القدم المغربية قادرة على المنافسة في كل المحافل الدولية. وبغض النظر عن نتيجة المواجهة الأولى أمام إسبانيا، فإن الحضور المشرف سيكون مكسبا كبيرا للكرة المغربية، خاصة وأن مثل هذه الاستحقاقات تمثل مدرسة حقيقية لصقل المواهب وإعداد نجوم المستقبل.