يعود تاريخ هذه الجريمة الى تاريخ 2009/05/02 بسويقة الشلالين بفاسالمدينة حين كان (م.ط) قاصر يبيع الأكياس بلاستيكية ويساعد الناس في حمل بضاعتهم و(ك.ب) قاصر كذلك لا شغل له سوى الاعتدء على الاطفال وأخذ ما يوجد لديهم من نقود. هذه العملية تكررت لعدة مرات وكان دائما (م.ط) يحاول التوسل إليه إرجاع أمواله وبضاعته ويستعطفه معتبرا ان ما يقوم به من أجل والدته إلا أن (ك.ب) لا يبالي بذلك ويستعمل فتوته على الجميع داخل السويقة عندما كان (م.ط) يبكي من جراء الظلم الذي يصيبه من طرف (ك.ب) في أغلب الاحيان يتدخل الناس الذين يعرفونه ويقدمون له المساعدة ببعض الدراهم يعوض بها ما ضاع منه وتمر الامور بسلام. إلا أن (م.ط) 12 سنة الذي يسكن حي عين قادوس والذي ترك المدرسة من أجل مساعدة أمه التي طلقها والده وتحمل مسؤولية مبكرة ليصبح المسؤول المباشر عن المنزل لم يتحمل كل تلك المضايقات والممارسات من طرف (ك.ب) 13 سنة من سكان حي بوجلود يلعب دور الفتوة داخل السويقة الشلالين بفاسالمدينة. اتخاذ القرار حاول (م.ط) في بداية الامر إشعار جميع الزملاء المتواجدين بالسويقة لتوحيد الصف والوقوف وجها لوجه أمام هذا المعتدي الظالم إلا أن القرار في بداية الأمر وجد ترحابا لكن عند التنفيذ كانت هناك صعوبة ولم يجد (م.ط) من يسانده في مواجهة المعتدي الذي بلغه الخبر ولجأ مباشرة إليه وأخذ ما كان بحوزته من نقود بلغت ذلك اليوم 30 درهما أي ما يعادل 600 ريال مبلغ هكذا إضافة لأخذ كمية كبيرة من الأكياس البلاستيكية جعل (م.ط) يدخل عالم الإفلاس. محاولة الانتقام لم يقو (م.ط) على هذا الظلم حيث سلبت أمواله وانتزعت منه بضاعته وضرب بطريقة وحشية جلس فترة معينة يسائل نفسه حول ما يمكنه القيام به لرد الاعتبار لنفسه بعد البكاء والنقاش لجأ الى محاولة عقد صلح مع (ك.ب) إلا أن هذا الاخير رفض كل حوار معه، بل الأكثر من ذلك طلب منه عدم العودة الى السويقة مجددا لبيع الأكياس، قرار لم يعجب (م.ط) الذي زاد سخطه وأخذ حجرة كبيرة الحجم وهدد بها (ك.ب) إذا لم يتمكن من استرجاع المبلغ المالي والأكياس البلاستيكية فإنه سيقوم بعملية قتله ودخول السجن من أجله. هذا الكلام لم يأخذه (ك.ب) من موقع الجد بل اعتبر مزايدة من طرف (م.ط) الذي كثيرا ما هدده بذلك وهو وغيره من أطفال السويقة الذين يضربون و تسلب أموالهم كل مرة دون أدنى رد فعل ممكن. القرار الأخير بعد تفكير طويل لجأ (م.ط) كل وحده مناسبا حيث خطط بطريقة المحترفين الكباري للانتقام لنفسه وذلك عن طريق مواجهة وجها لوجه مع (ك.ب) داخل السويقة وأمام الجميع لإنهاء دور الفتوة ليصبح أحدهم هو المتحكم في السوق. فما كان من (م.ط) سوى إنذار جميع الرفقاء بالسويقة بأنه سيقوم بمواجهة فردية مع (ك.ب) لاسترجاع حقوقه وما ضاع منه طيلة فترة تواجد (ك.ب) بالسويقة في الوقت الذي سمع (ك.ب) هذا الكلام حضر على وجه السرعة للسويقة للبحث عن (م.ط) وقام بإسقاطه أرضا ورفسه مخاطبه بأنه صرح للبعض بأنه سيقوم بمواجهته الشيء الذي زاد من غضب (م.ط) وبمجرد نهوضه من الارض اتجه صوب أحد الباعة الذي كان يبيع الأدوات المنزلية بما فيها سكاكين المطبخ و اخذ واحدا ولم يمهل ضحيته لحظة واحدة. وبمجرد التفاتته يقوم بطعنه على مستوى الصدر طعنة كانت كافية لحمل الضحية للمستشفى الجامعي بفاس حيث لفظ أنفاسه صباح اليوم الموالي من جراء نزيف داخلي. هكذا تكون مدينة فاس قد عاشت خلال أسبوع واحد جريمتين بشعتين من طرف القاصرين الذين أصبحوا يشكلون عصابات المستقبل.