صلاح الدين القاضي ظواهر جديدة وغريبة بدأت تغزو واقعنا اليومي وتؤثث المشاهد اليومية التي نتصادف معها من حين لآخر في مختلف الطرقات داخل وخارج المدار الحضري للحواضر المغربية. وتتمثل هذه الظاهرة في إقدام قاصرين ومراهقين على الالتصاق والتشبط في وسائل النقل العمومية ( حافلات، شاحنات وقطارت…الخ)، أثناء سيرها على الطريق، وهي ظاهرة تسترعي اهتمام العديد من المتتبعين والمراقبين وحتى فئات واسعة من عموم المواطنين بالنظر إلى المخاطر المحفوفة التي قد تلحقها ليس فقط بالفاعلين، ولكن أيضا قد تتسبب في متاعب ومآسي خطيرة وثقيلة لسائقي الشاحنات والحافلات التي تكون موضوع التسلق. الصور المرفقة لا تحتاج إلى الكثير من الجهد لكي نستوعب خطورة مغامرة تسلق الاطفال والمراهقين بوسائل النقل العمومية خلالها سيرها على الطريق خاصة إذا كانت سرعتها مرتفعة إلى حد ما، إذ يكفي أن نتخيل أن الحافلة أو الشاحنة وقفت بغثة لسبب أو آخر، أو أن أحد المتسلقين بها انفلتت يديه ووقع على الارض، تخيلوا ماذا سيقع وماذا سيحدث لو أن مركبة قادمة بسرعة مفرطة خلف هذه الشاحنة أو الحافلة؟ ومن سيتحمل المسؤولية . من خلال حوادث كثيرة وقعت بسبب هذا التهور الذي يقترفه مراهقون وقاصرون عن وعي أو دون وعي ، تسببت في متاعب ومآسي كثيرة لسائقين أبرياء لا ذنب لهم سوى أن متهورين تشبطوا في مركباتهم. هذه الظاهرة انتشرت بشكل ملفت في حاضرة مدينة فاس، حيث يعمد العديد من الأطفال إلى التسلق في الجهة الخلفية لحافلات النقل الحضري، من دون يتراءوا للسائق حتى لا يضطر السائق أو السائقين إلى توقيف الحافلة وتنزيل الأطفال المتسلقين بحافلته أو شاحنته، مما يجعل حياة هؤلاء القاصرين محفوفة بمخاطر حقيقية قد تقودهم إلى الهلاك أو إعاقة مستدامة تحطم كل آمالهم ومستقبلهم، والتسبب أيضا في مآسي لسائق الحافلة أو الشاحنة. كما برزت ظاهرة أخرى لا تقل خطورة عن التسلق بوسائل النقل العمومية، وهي أن العديد من الأطفال والمراهقين إلى الاتكاء على ذات المركبات أثناء ممارستهم لرياضة الجري على دراجات أرضية، كما هو موضح في الصورة. إن جمعيات المجتمع المدني وجميع مكونات المجتمع بما فيها الاسر، مطالبة كل من موقعه، بالمساهمة في توعية الناشئة والأطفال بخطورة هذه المغامرات وتكثيف الجهود، كما أن التنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة بالسلامة الطرقية أن تكثف من حملاتها التعبوية والادعائية لمحاصرة هذه الظاهرة التي أضحت إلى كابوس حقيقي يهدد سلامة وأمن المواطنين ويهدد بالرفع من حوادث المرور التي غالبا ما تكون تكلفتها باهضة جدا.