يجسد انعقاد أول حوار استراتيجي رفيع المستوى بين المغرب ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، على هامش الدورة ال79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التزام الجانبين القوي والراسخ بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا. هذه الشراكة الاستراتيجية ترتكز على عقود من التعاون بين المغرب والأممالمتحدة في مجال السلام والأمن بالقارة الإفريقية. وخلال الدورة الأولى لهذا الحوار، انخرط الجانبان في تقييم التهديدات الإرهابية المتنامية في القارة الإفريقية، خاصة في منطقة الساحل، التي أضحت بؤرة عالمية للإرهاب. التزم المغرب، البلد الرائد في النهوض بالأمن الإقليمي، بتطوير التعاون مع مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، بغية مساعدة الدول الإفريقية على مواجهة هذه التحديات المعقدة. واتفقت المملكة ومكتب الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب على تعزيز التنسيق مع باقي المبادرات الإقليمية الإفريقية، من قبيل مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي أطلقه المغرب، بهدف النهوض بمقاربة متعددة الأطراف ومتكاملة تتوخى مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا. ويواصل مكتب برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب بالرباط، الذي تم إحداثه في 2021، الاضطلاع بدور مركزي في تقوية قدرات قوات الأمن الإفريقية من خلال برامج تكوينية خاصة. وإلى حدود اليوم، استفاد أزيد من 1500 عنصر ينتمون ل30 دولة إفريقية من التكوين المندرج في إطار هذه الشراكة. وباعتباره البلد المضيف لهذا المكتب، يضطلع المغرب بدور أساسي في دعم هذه المبادرات بشكل فاعل، من خلال خبراته وموارده والتزامه الدائم بتعزيز الأمن في إفريقيا. كما يجسد هذا التعاون الاستراتيجي إرادة المملكة والتزامها بالمساهمة، بشكل ملموس، في مكافحة الإرهاب بالقارة الإفريقية.