في كلمة نارية خلال احتفالات فاتح ماي بالدار البيضاء، شن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، هجوما لاذعا على بعض الهيئات النقابية، متهما إياها بالفساد والتلاعب بمصالح الطبقة العاملة من خلال صفقات سرية مع الحكومة. وقال بنكيران أمام مناضلي الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزبه، إن هناك "نقابات مرتزقة" تتلقى أموالا مقابل خيانة قضايا العمال، مضيفا: "كاينين فلوس كاتمشي للجيوب، واللي مكذبني يمشي يسول شي مسؤول فهذ النقابات". ورفض ذكر أسماء معينة، لكنه لم يخف انتقاده الواضح لما وصفه بانحراف بعض النقابات عن دورها الحقيقي. ورغم الإشادة بنقابته، لم يتوان بنكيران عن انتقاد جهات نقابية أخرى، مشيرا إلى أن بعض قادتها "لا يستحقون الاحترام"، قائلا: "واحد فيهم قال بلا حشمة أنه ما خداش حقه حيث ساهم فإسقاط حزب شعبي، واش هادشي معقول؟" كما وجه بنكيران سهامه إلى الاتحاد المغربي للشغل، قائلا إن أمينه العام الميلودي المخارق لم تتم دعوته إلى مؤتمر الحزب الأخير، لأنه – بحسبه – "لا يمكن دعوة من يطلب ثمنا مقابل بيع مبادئه". وأضاف في لهجة ساخرة: "ماشي غير أخنوش ولشكر معرضناش عليهم، حتى المخارق ما عرضناش عليه". وفي هجومه الذي اتسم بالحدة، وصف بنكيران أحد القادة النقابيين ب"الصكع"، مشيرا إلى أنه كان يثير الإضرابات بفاس، ثم اختفى خارج البلاد. ووجه تحذيرًا للعمال قائلا: "ما تبقاوش مداويخ، لي يزوق الكلام ويخرب البلاد ما تتبعوهش". بالمقابل، أكد بنكيران أن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب نقابة "نظيفة اليد" وصادقة في مواقفها، لا تساوم على حساب العمال، ولا تضغط عبر الإضرابات لانتزاع مكاسب شخصية. وأضاف: "أي واحد في النقابة شكيتو فيه قولو لينا، وغادي نتفاهمو معاه". وفي سياق آخر، أكد بنكيران أن حزب العدالة والتنمية ما يزال يضع القضية الفلسطينية في قلب اهتماماته، معبرًا عن دعمه الكامل لنضال الشعب الفلسطيني، ومشيدا بمواقف المغاربة، خاصة الشباب، الذين عبروا عنها في الملاعب، مستحضرا شعار جمهور الرجاء البيضاوي: "يا الدولة يا دولة.. صايفطينا لفلسطين نقاتلوا الصهاينة". ووصف من يروجون لشعارات من قبيل "كلنا إسرائيليون" ب"الميكروبات"، مؤكدًا أنهم لا يمثلون الشعب المغربي، قائلاً: "هؤلاء ميكروبات في السياسة والإعلام، وحتى في بعض الهيئات الرسمية وغير الرسمية".