شهدت مدينة أكادير، اليوم الاثنين، افتتاح الدورة الحادية والعشرين من التمرين العسكري المشترك "الأسد الإفريقي"، بمقر قيادة المنطقة الجنوبية، في إطار التعاون العسكري المتواصل بين المغرب والولايات المتحدةالأمريكية، وبمشاركة أكثر من ثلاثين بلدا. ويأتي تنظيم هذه النسخة في سياق دولي متوتر تطبعه تحديات أمنية متزايدة، من أبرزها الحرب المندلعة بين الهند وباكستان، مما يضفي على المناورات أهمية خاصة في تعزيز الجاهزية الدفاعية وتحقيق الانسجام العملياتي بين مختلف الجيوش المشاركة. وتتضمن التمارين لهذا العام عمليات ميدانية باستخدام الذخيرة الحية، تشارك فيها قوات برية مزودة بمنظومات "هيمارس" الصاروخية، إلى جانب وحدات خاصة ستخضع لتدريبات مكثفة في مكافحة الهجمات غير التقليدية، بما في ذلك النووية والبيولوجية والكيميائية، إضافة إلى تنفيذ مهام جوية وبحرية مشتركة. وأكد الفريق محمد بن الوالي، رئيس أركان المنطقة الجنوبية، أن الهدف من هذه المناورات هو تعزيز الكفاءة العملياتية وتطوير قدرات التخطيط والتنسيق بين القوات متعددة الجنسيات. وأشار إلى أن التمرين يندرج ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى توحيد المعايير وتبادل الخبرات لمواجهة التهديدات الأمنية الحديثة. وأشار بن الوالي إلى أن هذه النسخة تميزت بمرحلة إعداد مكثفة شملت 381 متدربا، تلقوا تكوينات متخصصة في مجالات من بينها الحرب السيبرانية، التخطيط اللوجستي، والتصدي للهجمات الإرهابية، إلى جانب تدريبات على حماية البنية التحتية الرقمية والتعامل مع التحديات الإلكترونية الحديثة. من جهته، عبر اللواء براين كودرمان، نائب قائد قوة المهام الخاصة بجنوب أوروبا التابعة للجيش الأمريكي في إفريقيا، عن تقديره لدور المغرب في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، مشيدا بجودة تنظيم التمرين والتعاون الوثيق بين القوات المغربية ونظيرتها الأمريكية. وأكد المسؤول العسكري الأمريكي أن "الأسد الإفريقي" يشكل منصة مثالية لتعزيز القدرات القتالية للدول المشاركة، مشيراً إلى أن التمارين البرية والبحرية والجوية المرتقبة ستساهم في رفع مستوى التنسيق وتبادل الخبرات بين الجيوش.