في الوقت الذي تلتزم فيه جماعة طنجة الصمت المطبق، تتسارع الأخبار المثيرة للقلق حول فضيحة بيئية خطيرة تهدد مستقبل المدينة وسواحلها. وحسب مصادر "المغرب24"، فإن شاحنات صهريجية تقوم بنقل كميات ضخمة من العصارة السامة، والمعروفة ب"الليكسيفيا"، نحو البحر عبر شبكة الصرف الصحي، دون أي معالجة علمية أو رقابة بيئية، وهذه التصرفات غير القانونية تثير مخاوف كبيرة بشأن الأضرار البيئية والصحية التي قد تنجم عنها. رغم الميزانيات الضخمة التي تم رصدها لإحداث محطة معالجة حديثة في المطرح الجديد بمنطقة "سكدلة"، تشير المعطيات إلى أن هذه المحطة لا تزال غائبة تماما، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيفية صرف هذه الأموال العمومية دون أي نتائج ملموسة، و في ظل الغموض الذي يحيط بهذه القضية تواصل الجماعة والجهات المعنية الصمت تجاه هذه الفضيحة البيئية. تعتبر "الليكسيفيا" عصارة الأزبال السامة من أخطر المواد الكيميائية التي تحتوي على مكونات سامة مثل الزرنيخ، الرصاص، الزئبق، والنحاس، وغيرها من المواد الخطرة، إذا تم تصريف هذه المادة دون معالجتها بشكل صحيح، فإن ذلك قد يؤدي إلى كارثة بيئية تهدد صحة السكان والنظام البيئي البحري الذي يعد من أكثر النظم البيئية هشاشة في المنطقة. ووفقا للمصادر ذاتها، تقوم الشاحنات الصهريجية بنقل العصارة السامة إلى محطة ضخ مياه الصرف الصحي في منطقة مرقالة، الواقعة بين ميناء طنجةالمدينة وميناء الصيد البحري ويتم تصريف حوالي 25 ألف لتر من الليكسيفيا من كل شاحنة صهريجية يوميا، مما يعني أن ما يقارب 200 ألف لتر من هذه المادة السامة يتم تصريفها في مياه البحر يوميا، وهو ما يشكل تهديدا بيئيا كبيرا. وتحوم الشكوك حول الشركات المسؤولة عن هذه الكارثة البيئية، خاصة شركة "أمانديس" المكلفة بتدبير شبكة الصرف الصحي في طنجة، بالإضافة إلى شركة "أرما" التي تدير المطرح العمومي للنفايات، وقد تكون هذه الشركات متورطة بشكل مباشر في العملية غير القانونية، حيث تفتقر إلى الإمكانيات التقنية والموارد البشرية المؤهلة لمعالجة "الليكسيفيا"، مما يشكل خرقا صارخا للمعايير البيئية. وتتزايد الدعوات من مختلف الأطراف للكشف عن الحقيقة وراء هذه الفضيحة البيئية وفتح تحقيق قضائي عاجل لمحاسبة المتورطين فالمصلحة العامة تتطلب شفافية تامة من طرف جماعة طنجة والشركات المفوضة لضمان سلامة البيئة وحماية الصحة العامة. على السلطات المحلية والجهات المختصة أن تتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على البيئة واتخاذ الإجراءات الصارمة لمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة البيئية، التي تهدد مستقبل المدينة وسواحلها. وفي إطار تفاعل الرأي العام مع هذه القضية البيئية الخطيرة، انتشرت العديد من التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة عبر منصة "فايسبوك"، حيث عبر العديد من سكان مدينة طنجة عن استيائهم الشديد من تصرفات الجهات المعنية وتجاهلها لهذه الكارثة البيئية، وتظهر التعليقات التي سيتم إرفاقها في المقال مدى الغضب والقلق الذي يشعر به سكان فارس البوغاز حيال تصريف العصارة السامة في البحر. هذه التعليقات تعكس الحاجة الملحة للمسؤولين لاتخاذ إجراءات حاسمة لضمان سلامة البيئة وصحة المواطنين.