لعرائش أنفو في سابقة إيجابية، أقدم والي طنجةتطوانالحسيمة على اتخاذ قرار جريء بإعفاء مهندس ثبت تورطه في الأشغال المغشوشة المرتبطة بتهيئة "سور المعكازين"، بعد افتضاح استعمال رخام من نوعية رديئة، رغم الميزانيات المهمة التي رُصدت للمشروع. هذا القرار أعاد الأمل في تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ورسّخ صورة جديدة للإدارة الجهوية المتفاعلة مع انتظارات المواطن. وفي المقابل، تتجه الأنظار نحو إقليمالعرائش، وتحديدًا مشروع "بالكون أطلسيكو – الشرفة الأطلسية"، الذي كان من المفروض أن يكون أحد أجمل المشاريع السياحية البيئية المطلة على الواجهة الأطلسية، لكنه تحوّل، للأسف، إلى مساحة إسمنتية باهتة تفتقر لأبسط معايير الجمالية والابتكار. مساحات خضراء غائبة، وأشجار بلا روح رغم الطابع الطبيعي الساحر للمكان، جاءت الأشغال دون التطلعات: مساحات خضراء منعدمة، أشجار غرست بطريقة عشوائية لا تضيف أي جمال بصري، وغياب تام لأي تصور بيئي مستدام. المواطنون يتساءلون: أين ذهبت الميزانية؟ ومن راقب الأشغال؟ ومن وافق على هذا التصميم القاحل؟ هل يتحرك الوالي التازي؟ والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، السيد يونس التازي، معروف بجديته وحرصه على احترام الجودة في المشاريع العمومية، ويُنتظر منه اليوم أن يُفعّل سلطته الرقابية للوقوف على هذا الورش المتعثر، وإجراء افتحاص دقيق لما أنجز، ومعاقبة كل من ثبت تقصيره أو تورطه في تشويه هذا الفضاء الحيوي. إنقاذ الشرفة الأطلسية ممكن، لكن يتطلب جرأة القرار. فالعرائش تستحق الأفضل، وساكنتها تُراهن على أن تصل الرسالة إلى من يهمهم الأمر، لأن السكوت عن الأشغال المغشوشة هو تساهل مع الفساد، ومجرد الاكتفاء بالصور الترويجية لا يُخفي واقع الإسمنت العاري وغياب الرؤية.