تتجه المملكة المغربية إلى دخول مرحلة جديدة في تحديث أسطولها الجوي العسكري، إذ كشفت تقارير إعلامية متخصصة أن الرباط تستعد لتوقيع عقد نهائي مع شركة إمبراير البرازيلية قبل متم سنة 2025، لاقتناء طائرات النقل العسكري متعددة المهام KC-390 Millennium، في صفقة تُقدر قيمتها بحوالي 600 مليون دولار. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاتفاق يشمل تسليم أربع إلى خمس طائرات، لتعويض أسطول القوات الملكية الجوية من طائرات C-130H هيركوليس ونسخة KC-130H المخصصة للتزود بالوقود في الجو، التي شكلت العمود الفقري لقدرات النقل العسكري لعقود طويلة. هذه الخطوة تأتي تتويجا لمذكرة التفاهم الموقعة بين المغرب و إمبراير سنة 2023، والتي فتحت الباب أمام فرص التعاون في مجال الطيران والدفاع، ومهدت الطريق للتفاوض حول الصفقة الحالية. الاتفاق لا يقتصر على شراء الطائرات فقط، بل يتضمن أيضا: * تدريب الأطقم الجوية المغربية، * توفير الدعم اللوجستي طويل الأمد، * إلى جانب مشاريع تعاون صناعي محتملة، بما ينسجم مع استراتيجية المغرب لتعزيز موقعه كمركز إقليمي للصناعات الدفاعية وخدمات الصيانة. المفاوضات شهدت تطورا مهما منذ مارس 2024، بعد تنظيم رحلات تجريبية للطائرة KC-390 فوق أجواء الرباط والقنيطرة، بمشاركة أطقم مغربية لاختبار أدائها في ظروف تشغيل محلية، وهو ما عزز قناعة القوات الجوية بجدوى الصفقة. في حال إتمام العقد، سيصبح المغرب أول دولة إفريقية تدخل طائرة KC-390 إلى الخدمة، لينضم إلى لائحة متنامية من زبائن إمبراير داخل حلف الناتو وأوروبا، من بينهم: البرتغال، المجر، هولندا، النمسا، سلوفاكيا، التشيك، ليتوانيا والسويد. تعتبر هذه الصفقة المرتقبة محطة مفصلية في مسار تحديث القوات الملكية الجوية المغربية، إذ تجمع بين التجهيز الحديث والتعاون الصناعي، وتكرس توجه المملكة نحو تعزيز استقلاليتها الدفاعية وتطوير مكانتها في الصناعات المرتبطة بالطيران العسكري.