تستعد فرنسا الأربعاء لتعبئة غير مسبوقة دعت إليها حركة "بلوكون تو" (Bloquons-Tout) تحت شعار "شلّ البلاد"، في يوم يتوقع أن يشهد مزيجاً من الإضرابات والاعتصامات وعمليات تعطيل في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على مشروع الموازنة وسياسات الحكومة. وبحسب وزارة الداخلية، سيتم نشر نحو 80 ألف شرطي ودركي "لحماية المواقع الحساسة" والتعامل مع أي تجاوزات محتملة، في حين حذّر الوزير برونو ريتايو من "أعمال عنف أو تخريب" قد ترافق بعض التحركات، مؤكداً أن "أي محاولة لعرقلة البنى التحتية الأساسية ستُفكك فوراً".
وتشمل الدعوات إلى التحرك مسيرات وعمليات تعطيل للطرق الدائرية والموانئ والمطارات، إضافة إلى "عمليات رمزية" مثل فتح بوابات الطرق السريعة مجاناً، تعطيل أنظمة الدفع الإلكترونية، أو "التسوق المجاني" في بعض المتاجر الكبرى. كما تستهدف بعض المجموعات مواقع استراتيجية مثل مرفأ لوهافر أو محيط مصفاة النفط في مرسيليا. فرنسا على صفيح ساخن: حركة غامضة تدعو إلى "إيقاف كل شيء" ابتداء من 10 سبتمبر ويرجّح محللون أن يظل الطابع العام للحراك أقرب إلى تحركات مجموعات يسارية راديكالية مدعومة من أحزاب مثل "فرنسا الأبية" والخضر والشيوعيين، بينما ترفض أحزاب اليمين واليمين المتطرف المشاركة. لكن استطلاعاً للرأي (Toluna-Harris Interactive) أشار إلى أن 63% من الفرنسيين يبدون تعاطفاً مع الحركة، وإن كان معظمهم يفضلون التظاهر التقليدي على أعمال التعطيل. ويأتي هذا اليوم الاحتجاجي بعد سقوط حكومة فرنسوا بايرو إثر حجب الثقة، وفي وقت يواجه الرئيس إيمانويل ماكرون ضغوطاً متزايدة مع اقتراب تقييم جديد لوكالة "فيتش" بشأن الديون الفرنسية الجمعة، ما يزيد المخاوف من اضطرابات سياسية واقتصادية متداخلة.