رحلت الممثلة الأمريكية الأسطورية ديان كيتون، عن عمر ناهز 79 عاما، اليوم السبت في ولاية كاليفورنيا، وفق ما أعلن متحدث باسم عائلتها لمجلة People الأمريكية، في خبر شكل صدمة كبيرة داخل الأوساط الفنية في الولاياتالمتحدة والعالم. ولم تفصح العائلة عن تفاصيل الوفاة أو أسبابها، مكتفية بالتأكيد على أن النجمة الراحلة فارقت الحياة بهدوء وسط أفراد أسرتها وأصدقائها المقربين. و تعد ديان كيتون واحدة من أعظم الممثلات في تاريخ السينما الأمريكية، حيث امتدت مسيرتها لأكثر من خمسة عقود تركت خلالها بصمة لا تنسى في هوليوود. وقد عرفت بأدوارها المميزة التي جمعت بين العمق الدرامي والكوميديا الذكية، وبأسلوبها الفريد في التمثيل الذي جعلها رمزا للأناقة والجرأة الفنية في آن واحد. و حصلت كيتون على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الشهير Annie Hall (1977) للمخرج وودي آلان، وهو العمل الذي شكل نقطة تحول في مسيرتها، وجعلها من أبرز نجمات جيل السبعينيات. كما أنها رشحت للجائزة ثلاث مرات أخرى عن أفلام Reds (1981)، Marvin's Room (1996)، وSomething's Gotta Give (2003)، ما جعلها من أكثر الممثلات ترشيحا في تاريخ الجائزة. وعلى مدار مسيرتها الفنية، تعاونت كيتون مع كبار المخرجين في هوليوود، منهم فرانسيس فورد كوبولا في ثلاثية The Godfather، حيث أدت ببراعة دور "كي آدامز" زوجة مايكل كورليوني، وهو الدور الذي رسخ حضورها السينمائي العالمي. كما قدمت سلسلة من الأعمال الخالدة مع وودي آلان، أبرزها Manhattan وRadio Days، التي أكدت من خلالها قدرتها الفائقة على المزج بين الحس الكوميدي والبعد الإنساني. و ولدت ديان كيتون في 5 يناير 1946 بمدينة لوس أنجلوس، ونشأت في بيئة فنية ألهمتها حب المسرح منذ الصغر. وانتقلت في بداية مسيرتها إلى نيويورك لتلتحق بمسرح برودواي، حيث شاركت في المسرحية الغنائية الشهيرة Hair قبل أن تشق طريقها نحو السينما عام 1970 بفيلم Lovers and Other Strangers. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن الإبداع، مقدمة عشرات الأدوار المتنوعة التي منحتها مكانة مميزة بين نجمات هوليوود. و إلى جانب مسيرتها السينمائية، عرفت كيتون بأسلوبها المميز في الأزياء، حيث أصبحت أيقونة موضة بفضل إطلالاتها الكلاسيكية التي تمزج بين البساطة والتميز، كما كانت معروفة بشخصيتها المستقلة وروحها المرحة التي أسرت قلوب الجمهور في كل ظهور لها. رحيل ديان كيتون لا يمثل خسارة لعشاق السينما فحسب، بل هو وداع لحقبة كاملة من الفن الأصيل الذي جمع بين الموهبة والصدق والتفرد. وستظل أفلامها خالدة في ذاكرة السينما العالمية، شاهدة على مسيرة فنانة تركت وراءها إرثا فنيا وإنسانيا لا يمحى.