قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش إن ملف الصحراء المغربية يشهد اليوم منعطفا جديدا، مستندا على 26 سنة من الدبلوماسية الملكية الحكيمة والواقعية في تدبير هذا النزاع المفتعل. وجاء هذا التصريح عقب تصويت مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، على مشروع قرار أمريكي وصفه المعلقون ب"التاريخي"، دعما لمغربية الصحراء، حيث حظي بموافقة 11 دولة، بينما امتنعت ثلاث دول عن التصويت (روسيا والصين وباكستان)، وامتنعت الجزائر عن المشاركة، فيما لم يعارض أي عضو القرار. وفي تدوينة على حسابه الرسمي، هنأ أخنوش الملك محمد السادس وجميع المغاربة بهذا الإنجاز، مؤكدا أن القرار الدولي يدعم مقترح الحكم الذاتي كمرجعية أساسية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأوضح أن هذه التطورات تمثل "مرحلة جديدة عنوانها الانتقال من منطق التدبير إلى منطق التغيير"، مشيدا بالرؤية الملكية المتبصرة التي فتحت آفاق الحوار والتوافق البناء لتعزيز التعايش والازدهار الإقليمي. وبالموازاة، ألقى الملك محمد السادس خطابا استثنائيا إلى الأمة، اعتبر فيه أن المغرب يعيش "فتحا جديدا في مسار ترسيخ مغربية الصحراء والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل"، مؤكدا أن هذا التحول يتزامن مع مرحلة حاسمة في تاريخ المملكة الحديث، ومشددا على أن "هناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده"، وأن الوقت قد حان لتأكيد المغرب الموحد من طنجة إلى الكويرة. وأشار الملك إلى أن المغرب انتقل في قضية وحدته الترابية من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير، وأن الدينامية التي أطلقتها المملكة خلال السنوات الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها، حيث أصبح "ثلثا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة يعتبرون مبادرة الحكم الذاتي الإطار الوحيد لحل النزاع". كما وجه جلالته نداء صادقا لسكان مخيمات تندوف لاغتنام هذه الفرصة التاريخية والعودة إلى وطنهم، مشيرا إلى أن الحكم الذاتي يتيح لهم المشاركة في تدبير شؤونهم المحلية وتنمية وطنهم وبناء مستقبلهم في إطار المغرب الموحد، مؤكدا أن جميع المغاربة سواسية لا فرق بين العائدين من المخيمات وإخوانهم داخل أرض الوطن. وأكد الملك أن المملكة، رغم التطورات الإيجابية، حريصة على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب، يحفظ ماء وجه جميع الأطراف، مشددا على أن المغرب لا يرى هذه التحولات انتصارا ولا يستغلها لتأجيج الصراع، ودعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى حوار أخوي صادق لتجاوز الخلافات وبناء علاقات تقوم على الاستقرار والثقة والأخوة وحسن الجوار. وختم الملك خطابه بتجديد التزام المغرب بالعمل من أجل إحياء الاتحاد المغاربي على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والتكامل بين الدول الخمسة.