بعد مرور عشرة أيام فقط على خروجه من السجن، أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي قضى 20 يوما خلف قضبان سجن "لا سانتيه" بباريس، عن إصدار كتاب جديد بعنوان "يوميات سجين"، المقرر نشره يوم 10 دجنبر المقبل عبر دار النشر "فايار" التابعة لرجل الأعمال فينسان بولوريه. وفي مقتطف من غلاف الكتاب، كتب ساركوزي: "في السجن، لا يوجد ما يرى، ولا ما يفعل. أنسى الصمت الذي لا وجود له في سجن لا سانتيه، حيث يوجد الكثير مما يسمع. فالضجيج هناك دائم، ولكن، كما هو على غرار الصحراء، تتقوى الحياة الداخلية في السجن"، مشيرا بذلك إلى تجربته الفريدة في التعامل مع صعوبة الحياة اليومية خلف القضبان. ومن المتوقع أن يعكس الكتاب، الذي كتبه ساركوزي أثناء وجوده في السجن، رؤيته الشخصية لتلك التجربة غير المسبوقة، كما يتوقع أن يثير نقاشا سياسيا وإعلاميا واسعا حول ظروف احتجاز الرئيس السبعيني، وتداعيات قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية عام 2007، والمعروفة إعلاميا ب"ساركوزي – القذافي". وجاءت فترة الاحتجاز عقب حكم قضائي صدر في 25 شتنبر الماضي، بإدانة ساركوزي بتهم تكوين عصابة إجرامية والتواطؤ مع نظام القذافي للحصول على تمويل غير قانوني، وقضت المحكمة بسجنه خمس سنوات مع تنفيذ فوري وفرض غرامة مالية قدرها 100 ألف يورو. وكانت هذه الإدانة تاريخية، إذ لم يسبق لرئيس فرنسي سابق أن دخل السجن فعليا، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية. وفي 10 نونبر الجاري، قررت محكمة الاستئناف الإفراج عن ساركوزي ووضعه تحت الرقابة القضائية، معتبرة أنه لا يشكل خطرا بالفرار، مع تحديد موعد إعادة محاكمته بين 16 مارس و3 يونيو المقبل. وخلال جلسة أمام المحكمة، ظهر ساركوزي عبر تقنية الفيديو من زنزانته، واصفا تجربته في السجن بأنها "قاسية ومرهقة" بل "كابوس"، مؤكدا صعوبة الظروف على أي سجين، مهما كانت مكانته، لكنه ثمن تعامل موظفي إدارة السجون معه "بإنسانية كبيرة" وساعدوه على تحمل تلك الفترة. وفي المقابل، اعتبر أن قرار حبسه كان مدفوعا ب"الكراهية"، حسب تعبيره.