يترقب العالم النسخة التاريخية من كأس العالم 2030 التي ستستضيفها المغرب وإسبانيا والبرتغال، في أول نسخة تمتد بين ثلاث دول وقارّتين، إفريقيا وأوروبا، ما يجعل البطولة تجربة غير مسبوقة على صعيد كرة القدم والمشهد الجماهيري. ويتمتع المواطنون الأوروبيون من إسبانيا والبرتغال بحرية دخول المغرب دون تأشيرة، مما يتيح لهم متابعة المباريات في المدن المغربية بسهولة، بينما يواجه المشجعون المغاربة تحديًا أكبر، إذ يحتاجون إلى تأشيرة لدخول أوروبا لمتابعة المباريات في إسبانيا أو البرتغال، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الجماهير المغربية على التواجد بنفس الكثافة والسهولة التي يتمتع بها نظراؤهم الأوروبيون. ويجعل هذا الاختلاف في الإجراءات التأشيرية محور اهتمام عشاق كرة القدم والصحافة الرياضية على حد سواء. بالنظر إلى الأهمية التاريخية للحدث، بحيث يبقى السؤال الأساسي حول شكل حضور الجماهير المغربية داخل الملاعب الأوروبية وكيف ستنظم رحلاتهم وحركتهم بين الدول المضيفة، وهو ما يعكس تحديًا لوجستيًا كبيرًا أمام المنظمين، خاصة مع العدد المتوقع من المشجعين المغاربة الراغبين في متابعة مباريات منتخباتهم. وبينما تركز الدول الثلاث على نجاح البطولة على مستوى التنظيم والمنافسة الرياضية، فإن هذه الفجوة في إمكانية التنقل بين الجماهير تبرز كعامل مؤثر في تجربة المشجعين، وقد تكون موضوع متابعة مستمرة حتى صدور أي قرارات رسمية تخص التأشيرات أو تسهيل التنقل أثناء البطولة. ويظل كأس العالم 2030 فرصة تاريخية للمغرب وإسبانيا والبرتغال لإبراز قدراتهم على تنظيم حدث عالمي من هذا الحجم، كما يمثل اختبارًا حقيقيًا لإدارة الحركة الجماهيرية بين الدول المختلفة، مع الحفاظ على أجواء احتفالية سلسة وآمنة تليق بأهمية هذا الحدث الرياضي العالمي، مما يجعل التجربة الجماهيرية للمغاربة في أوروبا موضوعًا مفتوحًا يحتاج إلى متابعة دقيقة مع اقتراب موعد انطلاق البطولة.