شباط يشكو حكومة عباس الفاسي لمنظمة العمل الدولي

اشتكى حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، رئيس الوفد العمالي المغربي في الدورة 99 لمؤتمر منظمة العمل الدولي، صباح أمس الأربعاء، الحكومة المغربية، التي يرأسها الأمين العام لحزبه، عباس الفاسي، لدى منظمة العمل الدولي، في كلمة له في هذه الدورة، في جنيف، بسويسرا.
شباط وجمال أغماني وزير التشغيل في مؤتمر منظمة العمل الدولي بجنيف (خاص)
وقال شباط إن "الحوار الاجتماعي، في ظل هذه الحكومة، وإن كان عرف تطورا في المأسسة، وفي الاستجابة لبعض المطالب، فإنه ما زال دون انتظارات الحركة النقابية المغربية، ماديا ومعنويا، لا سيما في ما يخص المصادقة على الاتفاقية الدولية رقم 87، وما يخص إلغاء الفصل 288 من القانون الجنائي المغربي، نظرا للخرق السافر، الذي مس الحريات النقابية، بعودة بعض المشغلين إلى طرد العمال، مباشرة بعد انتمائهم النقابي، إذ تطبخ لهم ملفات، يزجون بواسطتها في السجون".
وتابع شباط أن "المناطق الحرة، وبعض المؤسسات العمومية، محظورة كليا عن النقابات، أو عن بعضها".
وهدد شباط، الذي من المقرر أن تخوض مركزيته النقابية، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إضرابا عاما في 14 دجنبر المقبل، بخوض "كل الأشكال النضالية، من أجل توقيف هذا النزيف". وقال "سنستمر في خوض مختلف النضالات، حتى يستجاب للدفتر المطلبي للشغيلة المغربية، وعلى رأسه الزيادة في الأجر، وحل أزمة ومشكلة الحريات النقابية، وإخراج قانون النقابات المهنية".
وألقى شباط كلمته، التي حصلت "المغربية" على نسخة منها، باسم الوفد العمالي المغربي، الذي يرأسه في هذه الدورة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وسجل في بدايتها أن "الغايات والأهداف السامية لمنظمة العمل الدولي، المتعلقة بالحقوق الأساسية للشغالين، وشروط وآليات ضمانها، مازالت بعيدة عن التحقيق، لا سيما في دول العالم الثالث، بل والآن حتى في العديد من الدول الأوروبية، التي أصابتها رجات الأزمة الاقتصادية والمالية، حتى أصبحت تعيش أزمات خانقة، بسبب ارتفاع البطالة، وضخامة الديون، واتساع رقعة الفقر، وتنقيل الشركات متعددة الجنسية لمنشآتها الإنتاجية".
وسجل شباط أن المغرب "قطع أشواطا مهمة في مجال العمل اللائق للشغل، وظروف عاملات المنازل، وتشغيل الأطفال، بالتشريعات الصادرة، وعمليات التحفيز، المتمثلة في مد مئات آلاف الأسر ببعض المساعدات المادية، المشروطة باستمرار تمدرس أبنائها وبناتها، وصولا إلى عقوبات رادعة عند الإخلال، وكذلك بالنسبة لكل من يشغل الأطفال في الورشات، أو غيرها، دون السن القانونية".
وأثار شباط ملف العمال المهاجرين، واعتبره من القضايا البالغة الأهمية، خاصة أنهم بصموا الاقتصاد العالمي، وأصبحوا يؤدون فاتورة النكوص الاقتصادي أكثر من غيرهم، إضافة إلى كل ألوان الميز والعنصرية المسلطة عليهم".
وشجب شباط، باسم الوفد العمالي المغربي "كل عنف العمل الإجرامي الفظيع، الذي تعرضت له القافلة الإنسانية لإغاثة، وفك الحصار عن غزة، وما خلفه هذا العمل من ضحايا". وذكر ب"مبادرة المغرب الخاصة بحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، عن طريق الحكم الذاتي"، مشيرا إلى أن هذا "المشروع يثمنه المنتظم الدولي الفاعل والمؤثر"، داعيا "كل محب للسلام، من الطبقة العاملة العالمية، ومن كل الفاعلين، إلى التضامن مع مسيرة السلم والسلام، التي يسير عليها المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل منه ورشا تنمويا كبيرا، وفضاء لحوار الحضارات والثقافات، وقلعة صامدة لمحاربة كل أشكال العنف، والتطرف".