اتفقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، ونظيرتها الإسبانية، ترينيداد خمينث، على ضرورة توفير دعم سياسي للمحادثات الجارية بين المغرب و"بوليساريو".. اجتماع رئيستي الدبلوماسية الأمريكية والإسبانية في قمة لشبونة الأخيرة (خاص) في إطار الأممالمتحدة، ما يعني في المقام الأول ودون أدنى نقاش، مساندة رسمية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا للمشروع المغربي الرامي إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء الصراع في الصحراء المغربية. جاء ذلك في أعقاب الاجتماع الذي جمع رئيستي الدبلوماسية للولايات المتحدة وإسبانيا في قمة لشبونة الأخيرة، والذي استغرق ساعة ونصف الساعة، استحوذ النقاش فيه، حسب وسائل الإعلام الإسبانية الصادرة، أول أمس السبت، على قضية الصحراء المغربية. وأوصت الوزيرتان بضرورة عقد اجتماع موسع يضم كلا من فرنسا والمملكة المتحدة، والولاياتالمتحدة، وإسبانيا، وروسيا، لتقديم الدعم السياسي للحوار بين المغرب والبوليساريو. من جانب آخر، أثار رئيس الوزراء السابق ألفونسو غيرا، رئيس اللجنة الدستورية بالكورطيس الإسباني، الرأي العام الإسباني بموقف أكد فيه أن "الأممالمتحدة، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وفرنسا، وإسبانيا، تسير باتجاه قبول، ما اعتبره، نوعا من الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية". وأضاف، في تصريحات تناقلتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية، الخميس المنصرم، عقب انتهائه من أحد الاجتماعات البرلمانية، "فقدت جبهة البوليساريو المساندة التي كانت تتلقاها من بعض الدول المعنية بالنزاع في الصحراء، بدليل أن هذه الدول غيرت موقفها بخصوص إنشاء دولة مكونة من نحو 150 ألف نسمة، ستمتزج بتنظيم القاعدة". وأشار غيرا، الذي يعد أحد أبرز قياديي الحزب الاشتراكي بإسبانيا، والمتحدر من إقليم الأندلس، أن "هذا هو الواقع، وما دونه لا يعدو مجرد ترهات، وأنه لا يحس بأي حرج من رفض حكومة ثاباطيرو التنديد بواقعة العيون الأخيرة، رغم المطالب التي رفعتها بعض الأحزاب المعادية للمغرب". وفي سياق متصل، تجاهلت غالبية وسائل الإعلام الإسبانية التقرير الذي أصدرته منظمة هيومان رايتس ووتش، إذ لم يجر التطرق للتقرير، الذي أكد المعطيات التي قدمتها السلطات المغربية بشأن أحداث العيون، سوى لجزئيات محدودة منه، في أركان تكاد تكون متخفية بالصفحات الداخلية. ولوحظ في هذا الإطار عدم إقبال كل من وكالة أوروبا بريس، وإلموندو وكادينا سير والبوبليكو، وهي المؤسسات الإعلامية الرئيسية التي نزلت بكل ثقلها لصالح أطروحة الوهم في الأحداث الأخيرة التي شهدتها العيون، على استدراك ما روجته من أكاذيب في صفوف الرأي العام الإسباني، بناء على شهادات استقتها من انفصاليين دون التأكد من صحتها أو تكليف هذه المؤسسات نفسها عناء ربط الاتصال بالسلطات المغربية لمعرفة وجهة نظرها بخصوص المعطيات التي وردت في هذه الشهادات. المعطيات هاته، يبدو أنها أفقدت جبهة البوليساريو وصنيعتها الجزائر صوابهما، إذ أعلنت الجبهة على لسان ممثلها بإسبانيا الجمعة المنصرم أنها "تملك ما يكفي من السلاح والرجال لشن حرب على المغرب"، زاعمة أن "الشعب الصحراوي بأكمله يريد الحرب ضد" ما تخيله ممثل الجبهة خلال ندوة صحفية جاءت كرد على لقاء وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي بمكونات الجسم الإعلامي الإسباني، " تواطؤا وصمتا ولا مبالاة" من قبل المجتمع الدولي. ويذكر أن وزير الداخلية، محمد الطيب الشرقاوي، كان نظم، يوم الثلاثاء الماضي بمدريد، ندوة صحفية قدم خلالها شريطا مصورا يؤكد سلمية تدخل قوات الأمن المغربية لتفكيك مخيم أكديم إيزيك ويكشف بما لا يدع مجالا للشك وحشية بعض أصحاب السوابق المبحوث عنهم في جرائم مختلفة، الذين قتلوا 12 من عناصر الأمن الذين لم يكونوا يحملون سلاحا.