توصل رؤساء المناطق الأمنية التابعة لولاية أمن الدارالبيضاء الكبرى، ورئيس وحدة حماية المصالح الأجنبية والمعابد، ومصلحة الاستعلامات العامة، بمذكرة أمنية، صباح أمس الجمعة، لتكثيف الإجراءات الأمنية ورفع درجة اليقظة والحذر، بعد أن حصلت عناصر الاستعلامات العامة ومديرية مراقبة التراب الوطني على بيان، من شخص يطلق على نفسه اسم أبو سليمان الناصر، يدعي أنه من "أنصار الجهاد العالمي". وحسب المذكرة، التي تتوفر "المغربية" على نسخة منها، فإن المدعو أبو سليمان يدعو مناصريه إلى تكثيف الاتصال بمصالح الشرطة، بمختلف تخصصاتها، والمنابر الإعلامية المرئية والمكتوبة، والأماكن الاستراتيجية الحساسة، مثل الفنادق المصنفة، والسفارات والمعاهد الأجنبية، وإخبارها، بلغة التهديد والوعيد، بأن تفجيرات إرهابية ستهز أماكن معينة، تزامنا مع احتفالات رأس السنة. ويحذر بيان المنتمي المفترض إلى "أنصار الجهاد العالمي" عناصر من هذه الجماعة من إجراء اتصالات هاتفية انطلاقا من الهواتف الشخصية الثابتة أو المحمولة، كما يحذرهم من الاتصال بأحد أفراد العائلة انطلاقا من المخادع الهاتفية نفسها، للحيلولة دون كشف هوية المشتبه بهم من طرف المصالح الأمنية. ويسعى صاحب البيان إلى خلق حالة ارتباك وسط الأجهزة الأمنية، بتكثيف الاتصالات والبلاغات الكاذبة، حتى يخلق جوا من الاستنفار، ويعكر أجواء الاحتفالات برأس السنة. ونبه البلاغ إلى عدم الاقتراب من أماكن لهو من أسماهم ب"الكافرين"، والفنادق المعروفة والمواقع الاستراتيجية، التي تشهد توافد السياح الأجانب. وتعمل الأجهزة الأمنية، بمختلف تخصصاتها، على تحديد مصدر وهوية صاحب البيان، الذي جاء فيه أن هناك "خطة لتحسيس الجميع بالذعر والخوف الشديد"، كما حذر أنصاره من استعمال البطاقات الهاتفية المستخدمة، مخافة اكتشافها، أو ترك بصمات عليها. واعتادت مصالح الاستعلامات الأمنية ورؤساء الفرق على التعامل مع بلاغات من هذا القبيل بنوع من الحزم واليقظة، إذ غالبا ما تفرض حراسة مشددة على أماكن حساسة، تزامنا مع احتفالات رأس السنة. يشار إلى أن هناك خطة أمنية واضحة المعالم، تنهجها الأجهزة الأمنية، بكل ألوانها، لتسجل نقطة في مرمى شبح الإجرام، وحتى تحقق ضربة استباقية تجاه قضايا الإرهاب، بعد أن أثبتت تقارير أمنية أن الإرهاب يمكن أن يطرق، من جديد، أبواب المغرب، وأن التهديدات تبقى قائمة. وتحدثت مصادر متطابقة عن خطة أمنية للإدارة العامة للأمن الوطني، ستستمر إلى غاية نهاية الاحتفالات بالسنة الميلادية الجديدة، تعتمد على التنسيق بين أجهزة مختلفة، متخصصة في محاربة الجريمة والإرهاب، والبحث عن مشتبه بهم، بعد أن وزعت صورهم بعدد من المصالح الأمنية.