أعلن التلفزيون الليبي الرسمي أن فرقاطات تابعة لحلف شمال الأطلسي قصفت، أول أمس الاثنين، كابل ألياف بصرية في قاع البحر، يربط مدينة سرت براس لانوف والبريقة (شرق) ما أدى إلى تعطيل الاتصالات في المنطقة. وذكرت قناة الجماهيرية أن "فرقاطات العدوان الصليبي الاستعماري (الحلف الأطلسي) قصفت كابل الألياف البصرية الذي يربط سرت وراس لانوف والبريقة". وأفادت القناة نقلا عن مصدر عسكري أن "قصف العدوان لهذا الكابل أدى إلى قطع الاتصالات عن تلك المناطق". وصعدت قوات حلف شمال الأطلسي وتيرة الهجمات في طرابلس، إذ استهدفت فجر أول أمس الاثنين, مكتب الزعيم الليبي، معمر القذافي، داخل مجمع باب العزيزية, في الوقت الذي تواصل فيه القوات الحكومية قصف مدينة مصراتة، معقل المعارضة في غرب البلاد. ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولة صحفية من حكومة القذافي, قولها إن الهجوم على مجمع باب العزيزية محاولة لقتل الزعيم الليبي, موضحة أن القذافي كان يستخدم المبنى المدمر في الاجتماعات الوزارية واجتماعات أخرى. وأضافت المسؤولة الصحفية, التي فضلت عدم الكشف عن اسمها, أن 45 شخصا أصيبوا حالة 15 منهم حرجة, كما أن العديد ما يزالون في عداد المفقودين جراء الهجوم. وقالت مصادر صحفية إن رجال الإطفاء ما زالوا يعملون لإخماد الحرائق المشتعلة في جزء من المبنى المدمر عندما نقل الصحافيون في رحلة نظمتها الحكومة إلى موقع الهجوم بعد بضع ساعات من وقوع ثلاثة انفجارات ضخمة هزت وسط طرابلس. وكان قادة أفارقة اجتمعوا بالزعيم الليبي في هذه القاعة قبل أسبوعين لعرض خطة سلام وافق عليها النظام ورفضها الثوار في نهاية المطاف. في غضون ذلك, تواصل القوات الحكومية قصف مدينة مصراتة، إذ أكد شاهد عيان ليبي لمصادر صحفية، مقتل 30 شخصا وإصابة 60 آخرين بجروح في هجمات صاروخية شنتها قوات القذافي على المدينة. وأشار أحمد القاضي, مهندس يعمل في محطة "صوت ليبيا الحرة", وهي محطة إذاعية تابعة للمعارضة في مصراتة إلى وجود " قصف أحياء المدينة بشكل عشوائي وعنيف للغاية". ويتواصل القتال العنيف لما يقرب من شهرين في مصراتة, ثالث أكبر المدن الليبية والمدينة الوحيدة، التي تسيطر عليها المعارضة في غرب البلاد. واتهمت قوات المعارضة الليبية القذافي بأنه يلعب "لعبة قذرة" ويحاول شق صف القبائل في مصراتة. وعلى صعيد آخر, يسعى المعارضون إلى الحصول على اعتراف دولي بالإضافة إلى دعم مادي من الغرب والعالم العربي. وقال زعيم المعارضة الليبية، مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحفي في الكويت أن هذه الأخيرة ستتبرع بمبلغ 50 مليون دينار كويتي (177 مليون دولار) للمجلس الوطني الانتقالي الليبي لمساعدته على دفع رواتب العاملين في شرق البلاد. من جهة أخرى, قال متحدث باسم حكومة الزعيم الليبي، معمر القذافي، في ساعة متأخرة الليلة الماضية إن وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، توجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث خطة سلام مع الاتحاد الإفريقي. وقبلت الحكومة الليبية اقتراح سلام طرحه الاتحاد الإفريقي في وقت سابق من الشهر الجاري ولكن المعارضة رفضت على الفور هذه الخطة لأنها لا تنص على تنحي القذافي. وقال موسى إبراهيم "نحن متفائلون جدا بأنه خلال الأيام القليلة المقبلة .. الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين ..ستتشكل المقترحات السلمية وستحرج حلف شمال الأطلسي من اجل قبولها لان على حلف الأطلسي أن يفهم انه إذا كان يريد السلام والديمقراطية في ليبيا فعليه أن يكف عن قصفنا وان يبدأ في التحدث معنا." ووجهت الحكومة الليبية نداءات متكررة من أجل وقف إطلاق النار، لكن المعارضة رفضتها وتقول إن هذه النداءات لم تقابلها أفعال.