وصفت حركة طالبان، أمس الخميس، خطة سحب آلاف الجنود الأمريكيين من أفغانستان بأنه "أمر رمزي" جنود أمريكيون في أفغانستان يبلغون بقرب الانسحاب (أ ف ب) وتعهدت بتكثيف عملياتها حتى تغادر جميع القوات الأجنبية أفغانستان. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس، في واشنطن، أن بلاده ستسحب عشرة آلاف جندي من أفغانستان بحلول نهاية العام، على أن تسحب 23 ألفا أخرى بحلول شتنبر من العام المقبل. ووصفت طالبان في بيان لها هذا القرار بأنه "مجرد خطوة رمزية لن ترضي المجتمع الدولي المنهك من الحرب أو الشعب الأمريكي". وأضاف البيان "يسعى أوباما وأمراء حربه إلى خداع أمته بهذا الإعلان، بينما في الواقع، هم لا يحترمون رغبة أمتهم.. المتعلقة بإنهاء هذه الحرب وهذا الاحتلال". وبهذا الانسحاب المعلن ستعود مستويات القوات الأمريكية إلى ما كانت عليه قبل قيام أوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان الصيف الماضي. ويقول الجيش الأمريكي إن القوات الإضافية أسهمت في إجبار طالبان على التقهقر من كثير من المناطق، التي تسيطر عليها في الجنوب، إلا أنها حذرت من أن هذه المكاسب هشة. ووصف بيان طالبان ما يقوله الجيش الأمريكي بشأن هزائمهم في جنوبأفغانستان بأنه "ليس إلا مزاعم ودعاية لا أساس لها". وأضاف "على دافعي الضرائب الأمريكيين أن يدركوا أنه، منذ عشرة أعوام، تهدر أموالهم في هذه الحرب التي لا هدف ولا معنى لها، أو أنها تذهب إلى جيوب مسؤولي نظام كابول الفاسد". وأكد البيان على أن "إمارة أفغانستان الإسلامية تود أن توضح مرة أخرى أن الحل للأزمة الأفغانية يكمن في انسحاب كل القوات الأجنبية على الفور، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن كفاحنا المسلح سيزداد يوما بعد يوم". ومن المقرر أن يبدأ الانسحاب في يوليوز وسيستمر على مدى 14 شهرا تالية، ومن شأنه تقليص الوجود الأمريكي من 100 ألف إلى أقل من 70 ألف جندي أمريكي. وقال أوباما إن قوام القوات، الذي حدده قبل 18 شهرا أحرز تقدما، غير أنه حذر من أنه ما يزال هناك قتال شرس بانتظار القوات في أفغانستان. وأضاف " بدأنا هذا التخفيض من وضع قوة"، مشيرا إلى أن القاعدة تخضع لضغط أكبر من أي وقت مضى منذ هجمات 11 شتنبر 2001 . ومن شأن الانسحاب عند اكتماله إنهاء إستراتيجية زيادة القوات، التي أطلقها أوباما في ديسمبر 2009 بهدف مواجهة تنامي قوة طالبان وتعزيز وتيرة الحرب ضد القاعدة. وقال أوباما "أعلنت بوضوح كذلك (في 2009) أن التزامنا لن يكون بلا نهاية، وسنبدأ في تخفيض قواتنا في يوليوز المقبل... يمكنني أن أقول لكم الليلة إننا نفي بذلك الالتزام".