نظمت جمعية "التفاعل المدني"، صباح الأحد 25 دجنبر الجاري، بالدارالبيضاء، ندوة حول موضوع "الشباب والسياسة، هل من تصالح؟"، قدم خلالها نورالدين سعودي، رئيس الجمعية، عرضا حول موضوع "الشباب المغربي والاستحقاقات الانتخابية الأخيرة". جانب من الندوة (خاص) وجاء العرض خلاصة لاستطلاع للرأي، قامت به الجمعية، شمل حوالي 140 شابا وشابة، من مدن الدارالبيضاء، والرباط، والمحمدية، والصويرة، (يمثل الطلبة فيه 72 في المائة، والموظفون 27 في المائة، ونسبة واحد في المائة من العاطلين). ومن أهم نتائج هذا الاستطلاع أن 87 في المائة من هؤلاء الشباب، غير منتمين حزبيا، فيما لم يصوت 75 في المائة منهم، في انتخابات 2007، و74 في المائة منهم، لم يصوتوا في انتخابات 25 نوفمبر الأخير. كما أفرز الاستطلاع أن الغالبية العظمى من المستجوبين (72 في المائة)، اعتبرت أن انتخابات 25 نوفمبر كانت نزيهة إلى حد ما، كما تركزت انتظاراتهم على تحسين الأوضاع الاقتصادية. وقال رئيس الجمعية، خلال تقديمه للعرض، إن استطلاع الرأي خلص إلى استنتاج مفاده أن الشباب المغربي ظل له اهتمام بالشأن السياسي، رغم ضعف انخراطه في العمل الحزبي، بحجة انعدام الديمقراطية داخل معظم الأحزاب السياسية، وعدم تمكين الشباب، في معظم الأحيان، من فرصة المشاركة في مراكز القرار الحزبي، ما يحيل على ضرورة التمييز بين الاهتمام بالسياسة والعمل السياسي. وأضاف سعودي أن هذا الاهتمام يتجلى واضحا في مستوى وجرأة النقاش على المواقع الاجتماعية، وعلى القنوات الإذاعية الخاصة، وانخراط الشباب بكثافة في العمل الجمعوي ذي البعد الحقوقي، وبروز شباب في الميدان الإعلامي بجرأة نقدية قوية وبارزة... فيما ظهرت هذه الجرأة، أيضا، في المجال الفني، حين ظهرت مجموعات غنائية شبابية تمثل حركية من نوع خاص، وهي ما يطلق عليها "حركة نايضة"... وكل هذه العوامل تبدو دافعا حقيقيا للتخلي عن عزوف الشباب عن السياسة، داعيا إلى تكثيف المشاركة بشكل فعلي، ومن داخل التنظيمات السياسية نفسها. وكان اللقاء مناسبة تحدث فيها الحاضرون عن تجربة الشباب في النزول إلى الشارع للتظاهر بشكل سلمي، ما أسفر عن نتائج مهمة في مجال الديمقراطية، إذ تميزت هذه التجربة بمشاركة فعاليات من مختلف التوجهات التي توحدت في ما بينها، إلى حد ما، حول مطالب تهم المواطن المغربي بشكل عام، معتبرين أن المغرب اختار "ربيعا عربيا" ينبني على السلم والاحتجاج الحضاري. وخلص اللقاء إلى أن الشباب المغربي يبدو متصالحا مع السياسة، وازداد الاهتمام بها أكثر حين بدأت الأحزاب السياسية تهتم بهذه الشريحة، وتهتم بإشراكها في الشأن العام، كما زاد الاهتمام مع تفاعلات الربيع العربي بعدد من الدول العربية، التي لا يمكن للمغرب أن يبقى في منأى عنها.