في محاولة لفهم التطور في عمل الخلايا الإرهابية، تقدم "المغربية" قراءة في تاريخ أبرز الخلايا وكيف حاولت تهييء موطئ قدم لتنظيم القاعدة داخل المغرب حتى يصبح قاعدة خلفية للتخطيط لعمليات دموية. الحلقة العاشرة عناصر من الشرطة المغربية ما إن أعلن عن تأسيس الجماعة المغربية المقاتلة إلا وأبدى ممثل تنظيم القاعدة استعداده التام لمساعدتها. كما جرى تسليم محمد الكزبوري، أحد القياديين البارزين في الجماعة، مبلغ 3000 دولار كمساعدة مالية من القاعدة. وأثناء وجوده بمضافة الجماعة المغربية، أشرف سعد الحسيني، الذي أشارت المحاضر إلى أنه المسؤول عن اللجنة العسكرية للجماعة، رفقة مصطفى باعوشي، الملقب ب "يوسف الفرنسي"، على دورات تكوينية تتعلق بالدورة الإلكترونية الخاصة بعملية التفجير عن بعد، استفاد منها كل من بوشعيب كرماج، ويونس العلمي، وأنوار الجابري، وإبراهيم بنشقرون، وسفيان، وأبو السعد عبد العزيزي بن الزين، والمهدي الحسكي الملقب ب "زهراني"، وعبد القادر حكيمي. بعد كل هذه الترتيبات، عمل قياديو "الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" على تفعيل مخططاتهم على التراب المغربي من خلال تكليف المدعو "عبد الله"، بالدخول إلى المغرب، نهاية شتنبر 2005، قصد تجنيد متطوعين لتنفيذ أعمال إرهابية. وأظهرت التحريات أن عبد الله، مواطن مغربي، سبق أن حصل على الجنسية البلجيكية، وهو عضو في "الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة". وبعد الاهتداء إلى هويته، جرى إيقاف 18 شخصا ينتمون إلى التنظيم في كل من الدارالبيضاء، وطنجة، وأكادير، حيث جرى إلقاء القبض على خالد (أ)، الذي أشارت محاضر الشرطة إلى أنه منسق التنظيم بالمغرب، ومحمد (ز)، وحسن (أ)، باعتبارهما عنصرين محليين، إضافة إلى شخصين من المغاربة الأفغان وهما إبراهيم (ب)، ومحمد (م)، المعتقلان سابقا في غوانتنامو. وكانت هذه المجموعة تسعى إلى تنفيذ مخطط سطره أسامة بن لادن شخصيا، يتمثل في خلق إطار ائتلافي، على مستوى منطقة المغرب العربي، يتألف من عناصر إرهابية نشيطة تنتمي إلى بلدان المغرب، وتونس، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا. وضم المشروع أحد الجزائريين الأفغان، المدعو أبو بصير (خ)، الذي كان أميرا لتنظيم القاعدة في أوروبا، ويتوفر على أتباع في كل من الجزائر، وأفغانستان، والشيشان، وألمانيا، وبريطانيا، ودول عربية أخرى. وبني مخطط القاعدة على تجنيد متطوعين من المغرب وإرسالهم إلى الجزائر للخضوع إلى تداريب شبه عسكرية، ثم بعد ذلك ترحيلهم إلى سوريا لتنفيذ عمليات إرهابية في العراق، وعودة المتطوعين المغاربة، بعد ذلك، إلى المملكة بهدف خلق خلايا نائمة. وكشف تفكيك بنية هذا التنظيم، الذي تكون من 20 انتحاريا، أن محمد (ر) كان مكلفا بمهمة المنسق داخل التنظيم ببلجيكا وبالتجنيد في المغرب، بينما كلف خالد (أ) بمهمة منسق للتنظيم بالمغرب، أما العناصر المنظمة فتشكلت من (ب.ب) في أكادير، وحسن (أ) في الدارالبيضاء، الذي جند ياسين (أ)، وأحمد (ز) في الشمال، الذي جند أحمد (أ)، وعبد الرحيم (أ)، وعمر (أ)، وعبد الكبير (س)، وأحمد (ب). يشار إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت، في أكثر من مرة، من إحباط مخططات إرهابية خطيرة، وضعتها مجموعات متطرفة لها صلة بالقاعدة في المغرب الإسلامي. وتبين من خلال الحريات أن التنظيم خطط للدخول في مواجهة مسلحة مع الدولة، إذ عمد إلى تأسيس معسكرات في مناطق نائية ووسط الجبال، حيث كان ينتظر أن يجري تدريب عدد من العناصر، التي جرى تجنيدها قبل تنفيذ اعتداءات إرهابية. وكشفت التحقيقات أن الجماعات المرتقبة بالتنظيم تمكنت من إدخال كميات مهمة من الأسلحة التي جرى ضبطها، وإفشال مخططات كانت تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة. وفي كل مرة يجري تفكيك خلية إرهابية يظهر أن الجماعات المتطرفة عمدت إلى تغيير أسلوبها، بعد أن أصبحت جميعا وسائلها مفضوحة للأجهزة الأمنية التي أظهرت عن حنكة كبيرة في التعامل مع التغييرات المتواصلة في أساليب وتحركات التنظيمات الإرهابية.